الأحد 26 يناير
اليوم بداية شهر رمضان الكريم. عاد جعفر من السوق قبل الإفطار منفعلا. وقال إنه لمح ساكتة، وكانت محجبة لكنه تعرف عليها من بشرتها السوداء وقامتها المنتصبة ومشيتها. وعندما أراد أن يستوقفها اختفت في الزحام. وقال إن النساء اللاتي درن مع الفرنساوية تحجبن وتنقبن عندما شاع أمر مجيء العثمانيين.
الثلاثاء 28 يناير
رياح قوية وزوبعة ترابية. أظلمت السماء وتلا ذلك أمطار غزيرة. ذهبنا أنا وأستاذي إلى جامع الأزهر لنؤدي صلاة التراويح. ووجدنا زحاما عند المدخل، وعلمنا أن العثمانية وصلوا وأن أغا من رجالهم دخل من باب النصر في موكب. أسرعنا بالعودة وأخذ كل منا ركوبته وخرجنا من جديد. وكانت الشوارع مزدحمة بالناس لمشاهدة الأغا والفرجة عليه. لحقنا موكبه في بين القصرين. وركب الناس على مصاطب الدكاكين والسقائف، وارتفعت أصواتهم، وانطلقت النساء بالزغاريد من الطيقان، ومشينا خلفه بالمشاعل والفوانيس حتى وصل إلى بيت حسن أغا بسويقة اللالا، فنزل هناك.
الأربعاء 29 يناير
عمل الأغا ديوانا في الصباح وجمع العلماء وأعيان الناس وكبار النصارى من الأقباط والشوام، فذهب أستاذي فيمن ذهبوا. وعند عودته قال لي متفكها: إن الأغا أبرز لهم فرمانا من الوزير بأنه أغات الجمارك أي المكوس بمصر وبولاق ومصر القديمة، وأنه يحتكر على جميع الواردات من أصناف الأقوات، فيشتريها بالثمن الذي يسعره هو بمعرفة المحتسب ويودعه في المخازن.
وأبرز فرمانا آخر قرئ بالمجلس، مضمونه أن السيد أحمد المحروقي كبير التجار ملزم بتحصيل الثلاثة آلاف كيس المعينة لترحيل الفرنساوية.
قال أستاذي: دهينا من أول أحكامهم بهاتين الداهيتين، فأول قادم منهم هو أمير المكوسات ومحكر الأقوات، وأول مطلوبهم مصادرة الناس، وأخذ المال منهم وتغريمهم.
الخميس 30 يناير
طول الوقت أستغفر الله العظيم. تحاول إغوائي فأقول إني صائم.
نامعلوم صفحہ