عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
اصناف
انطلق أحد أبناء لندن إلى بريستول، ظنا منه أنه لن يرى مسقط رأسه مرة أخرى قبل حلول عيد الميلاد. لكن عندما سافر مسافة أربعين ميلا من البلدة «باغته الطاعون» وحاول الدخول إلى حانة. عندما انكشف أمره، أوصدت الأبواب في وجهه، «وأغلقت النوافذ ذات الشرفة الواحدة بإحكام شديد فلم يكن هناك منفذ قيد أنملة، وتعذبت النوافذ ذات الشرفتين من كثرة المسامير والطرق الذي خضعت له، ما من فتحة إلا سدت، فلم يترك ثقب إبرة مفتوحا.» من شدة الفزع تدافع رواد الحانة بعضهم فوق بعض عند محاولة الهروب، وفرت النادلات إلى البستان والسقاة إلى القبو. ساعد مواطن لندني ظهر في المشهد المريض اللندني البائس، وحمله ليموت على حزمة من القش في ركن أحد الحقول، إلا أن الخوري والكاهن رفضا دفنه، وألقي في حفرة في نفس المكان الذي لقي حتفه فيه .
استطرد ديرك قائلا:
إن الطاعون في تلك الأثناء اخترق بوابات المدينة وشق طريقه في أنحاء شارع تشيبسايد، فخر أمامه رجال ونساء وأطفال، وسلب اللصوص المنازل ونهبوا الشوارع، وكسر الورثة السفهاء والخدام الوضعاء خزائن الأثرياء وتقاسموها فيما بينهم.
بمقدوري أن أجعل وجنتيك تشحبان وقلبك يضطرب خوفا، بأن أخبرك كيف أن البعض كان لديهم ثماني عشرة قرحة جلدية في آن واحد، والبعض الآخر كان لديهم عشر أو اثنتا عشرة قرحة جلدية، وكثيرون كان لديهم أربع أو خمس قرح، وكيف أن أولئك الذين أصابتهم عدوى هذا العام بأربع قرح لقوا حتفهم على إثر الإصابة بآخر قرحة، في حين أن البعض الذين أصابتهم العدوى بقرح كثيرة لا يزالون يجولون وهم أصحاء.
يبدو كما لو أن بعض الضحايا تعافوا أثناء وباء عام 1603 في لندن.
توالت الجنازات واحدة تلو أخرى، لدرجة أن 3000 نائح خرجوا كما لو كانوا محتشدين معا، وقد حشوا آذانهم وفتحات أنوفهم بأعشاب السذاب والشيح فبدا منظرهم مثل رءوس الخنازير البرية الكثيرة العالقة في أغصان نبات إكليل الجبل. زار أحد الجيران الودودين مصابا يعالج سكرات الموت ووعده بأن يحضر له نعشا، إلا أن هذا الجار لقي هو نفسه حتفه قبل موت صديقه المصاب بساعة واحدة. ولدى سؤال أحد وكلاء الكنيسة في شارع تيمز عن مكان لدفن أحد الموتى في فناء الكنيسة أجاب ساخرا أنه يريده لنفسه «وبالفعل في غضون ثلاثة أيام كان قد دفن في المكان.»
وصف جون ديفيز، أستاذ جامعي من مقاطعة هيرفورد، طاعون لندن عام 1603 في قصيدة بعنوان «انتصار الموت، أو صورة الطاعون، وفقا للحياة كما كانت معاشة عام 1603 ميلادية»:
يصرخ حامل الجثث: ألق موتاك،
كان يدفنها بالأكوام في قبور متقلقلة ...
لقد لفظت ممرات لندن
نامعلوم صفحہ