عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
اصناف
للأسف فسر شروزبري كل الروايات بحيث تتناغم مع معتقداته بأن الطاعون لم يكن مرضا ينتشر من شخص لآخر، لكننا عولنا على الروايات والأدلة الأصلية أينما أمكن. وكالمعتاد، من الواضح وضوح الشمس أن الأشخاص الذين عاشوا آنذاك قد أدركوا أن الطاعون معد بشكل مباشر. (1) أول مئتي عام من الطواعين في إنجلترا
سرعان ما قبل الإنجليز حقيقة أن الطاعون صار جزءا من نمط حياتهم. كان جون بيرجوين يشكو بالفعل في زمن ريتشارد الثاني من أن الأطباء الممارسين كانوا يحتالون على الناس ويستغلون الأوبئة لجني المال:
ومع ذلك كان شخصا شحيح النفس،
واكتنز المال الذي جناه إبان الطاعون؛
فالذهب يصنع الدواء الذي يطيب القلب،
هكذا صار عاشقا للذهب.
ثمة مخطوطة أخرى كانت متداولة في إنجلترا صدرت نحو عام 1480 واعتبرت في غاية الأهمية، لدرجة أنها اعتبرت واحدة من أوائل المخطوطات التي تطبع في الصحف الإنجليزية. وأعيد طبعها عام 1536، وأصبحت مرجعا قياسيا لعصرها حول تجنب الطاعون والوقاية منه وعلاجه. يصف الكاتب نفسه، بصفته أسقف مدينة آرهوس بالدنمارك ويزعم أنه زاول مهنة الطب في مونبلييه، ويشرح التدابير الوقائية التي توصل إليها:
لعلي لم أتحاش صحبة الأشخاص في جبل بيسيولين؛ حيث كنت أتنقل من منزل إلى آخر بسبب الفاقة؛ لأشفي القوم السقماء. من ثم كنت أحمل بحوزتي كسرة خبز أو إسفنجة مغموسة في الخل؛ لأضعها على فمي وأنفي؛ لأن كل الأحماض (المواد اللاذعة) من شأنها أن تعوق سبل أخلاط الجسد، وتحول دون دخول المواد السامة إلى جسد الإنسان، وهكذا نجوت من الطاعون، في الوقت الذي اعتقد فيه زملائي أنني لن أنجو. وقد برهنت بنفسي صحة هذه الأمور المذكورة آنفا.
أحد الأمور المثيرة هنا هو أن الإسفنجة المنقوعة في الخل ربما كانت طريقة فعالة لدرء الإصابة بالمرض الذي كان ينتقل عن طريق العدوى الرذاذية.
ثمة بعض الملامح التي كانت تميز الوباء اللعين حيرته:
نامعلوم صفحہ