ملك 43 الوزير مؤيد الدين بن القصاب بلاد خوزستان كما ذكرنا ثم سار منها الى ميسان 44 ووقع المصاف والحرب بين قيلغ 45 اينانج وبين عسكر خوارزمشاه عند زنجان 46 فانهزم قيلغ اينانج ومن معه وقصد عسكر الخليفة والتجأ الى الوزير مجد 47 الدين بن القصاب ومعه جماعة من الامراء فاكرمه وزير الخليفة واحسن اليه واعطاه العسكر وخلع عليه وعلى من معه ورحلوا الى كرمان 48 ومن كرمان الى همذان وكان بها العسكر الخوارزميون فلما قاربهم عسكر الخليفة توجه الخوارزميون الى الري فاستولى الوزير على همذان في شوال من السنة المذكورة. ثم خرج هو وقيلغ اينانج فاستولى على البلاد وساروا الى الري فخرج منها الخوارزميون الى جوار الري فسير الوزير خلفهم عسكرا الى دامغان 49 وبسطام 50 وجرجان 51 وعاد عسكر الخليفة الى الري فاقاموا بها فاتفق قيلغ اينانج ومن معه على الخلاف على الوزير وعلى عسكر الخليفة، فسار قيلغ اينانج ومن معه من الأمراء الى مدينة أوه 52 فمنعهم الشحنة 53 من دخولها فساروا نحو همذان فرحل الوزير في اثرهم، فلما لحقهم اقتتلوا قتالا شديدا فانهزم قيلغ اينانج ونجا بنفسه ورحل الوزير من موضع الوقعة الى همذان 100 أفنزل بظاهرها وأقام ثلاثة اشهر فوصله رسول خوارزم شاه/منكرا اخذه البلاد من عسكره ويطلب اعادتها وتقرير قواعد الصلح فلم بجبه الوزير الى ذلك. فسار خوارزم شاه في عسكره يريد اخذ همذان من الوزير فتوفي الوزير قبل وصوله وكانت وفاته في اول شعبان (من سنة اثنتين وتسعين، ووصل خوارزمشاه في النصف من شعبان) 54 فوقع بينه وبين العسكر حرب قتل فيه كثير من الفريقين، وانهزم عسكر الخليفة، وملك خوارزم شاه همذان، ونبش قبر الوزير واحتز رأسه وبعث به الى خوارزم واظهر له 55 انه قتله في المعركة، ثم عاد الى خراسان وترك قطعة من الجيش باصبهان مع ولد له وكان اهل اصبهان يكرهونهم فكتب 56 صدر الدين 57 ابن الخجندي رئيس الشافعية باصبهان الى الخليفة الناصر 58 لدين الله يبذل تسليم البلد الى من يصل من العسكر، فجهز الخليفة اليه جيشا مقدمهم سيف الدين طغرل فلما وصلوا أصبهان نزلوا بظاهر البلد وكان عسكر خوارزمشاه قد خرجوا قبل وصول عسكر الخليفة وقصدوا خراسان فتبعهم عسكر الخليفة واخذوا من شأفة 59 العسكر ما قدروا عليه ورجعوا الى اصبهان 60 فملكوها.
صفحہ 233