قال: «نعم يا سيدي.»
أما جهان فلما سمعت اسم الأفشين انقلب سرورها كآبة، ووقفت كأنها تحاول الفرار من رؤية ذلك الرجل، ولكنها تجلدت ولبثت تنتظر أمر أبيها فقال لها: «لا بأس من بقائك هنا إذا شئت، ولك الخيار.»
قالت: «أتأذن لي في الخروج؟»
قال: «اخرجي واطمئني.» فخرجت من باب سري في ناحية من الغرفة، والتفت المرزبان إلى الحاجب وقال: «يدخل الموبذ والأفشين.»
فدخل الموبذ والأفشين وراءه، وتوجه الموبذ أولا إلى الصنم فوقف أمامه وانحنى متمتما، وفعل الأفشين فعله.
فأشار المرزبان إليهما فجلسا، ثم رحب بهما ووجه كلامه إلى الأفشين قائلا: «لقد أبطأت علي حتى اشتد شوقي إليك.»
فقال وهو يحك ذقنه وقد شاب معظمها لأنه كان في نحو سن المرزبان: «كان قد طرأ علي ما عاقني فلم أصل إلى فرغانة إلا اليوم. كيف أنت؟»
قال: «كما تراني. وقد جئت في إبان الحاجة إليك.» ثم التفت إلى الموبذ وقال: «أرسلت في طلبك غير مرة فلم تأت.»
قال: «لم يأتني أحد قبل الآن.»
قال: «أرسلت إليك بني سامان أمس واليوم فلم يجدك في كارشان شاه.»
نامعلوم صفحہ