فثبت عندها أنه صادق فيما يقول، وقد كان من الجائز أن يتبادر إلى ذهنها أن الصاحب هو ضرغام نفسه لولا حديث زواجه وهي لا تتخيل أن ضرغاما يتزوج ويتركها، فتأكد عندها ما قصه عليها أخوها من أن الأفشين سعى في قتله، فازدادت ميلا للنقمة وغلب اليأس عليها ونسيت موقفها، ولم تنتبه إلا وخيزران تدعوها فخجلت ونهضت تقصد إلى غرفتها للاختلاء فيها. ونسيت أن خيزران نادتها، فلما خرجت من عند هيلانة لقيتها خيزران فقالت: «إلى أين يا سيدتي؟»
قالت : «أظنك دعوتني وقد نسيت. ماذا تريدين؟»
قالت: «كنت في حديقة القصر فرأيت بابك خارجا من قصره فظننته خارجا إلى الحصون والمعاقل، وإذا به دخل هذا القصر وذكر للقهرمانة أنه يريد أن يراك الآن، فأوعزت إلي أن أبلغك ذلك.»
فأجفلت وقالت: «بابك يطلب أن يراني؟!»
قالت: «نعم وهو في غرفتك.»
قالت: «وفي غرفتي أيضا؟! وما العمل؟ يا أورمزد ساعدني. إني أراني في ورطة يصعب التخلص منها. أعلمت الخبر الذي جاء به الجاسوس؟»
قالت: «نعم يا سيدتي علمته.»
قالت: «وما رأيك؟» قالت: «يظهر أن مولاي ضرغاما ليس في سامرا.»
قالت: «لا يخيفني غيابه عنها، وإنما يخيفني أن تصدق رواية أخي سامان، ألم تسمعيها؟!»
قالت: «سمعتها ولكن من يعلم الصحيح؟»
نامعلوم صفحہ