ولم يتعب البارون من معانقة كنديد، وكان يدعوه بأخيه ومنقذه، ويقول: «آه! قد نستطيع معا يا كنديدي العزيز أن ندخل المدينة غالبين، فنسترد أختي كونيغوند.»
ويقول كنديد: «هذا كل ما أتمناه، فأنا راغب في الزواج بها، وهذا ما لا أزال أرجو.»
ويجيب البارون بقوله: «أيها الوقح! هل بلغت من القحة ما تتزوج به أختي، التي هي سليلة لاثنين وسبعين جيلا من الأشراف؟ أجدك بالغ السفه بإقدامك على محادثتي في أمر بالغ الجرأة!»
ويبهت كنديد من هذا الكلام، ويجيب عنه بقوله: «أبي المحترم، لا قيمة لجميع أجيال الشرف في العالم، فقد انتشلت أختك من ذرعان يهودي وقاض تفتيشي، فهي تشكر لي ذلك، وتريد أن تتزوجني، وقد كان الأستاذ بنغلوس يقول لي دائما: إن الناس متساوون، وسأتزوجها لا ريب.»
ويقول بارون ثندر تن ترنك اليسوعي: «سنرى ما يتم أيها النذل»، ويضربه على وجهه بعرض سيفه في الوقت نفسه، ويستل كنديد سيفه حالا ويغمده في بطن البارون اليسوعي حتى مقبضه، ولكنه يبكي حينما ينتثله داخنا، ويقول: «واحرباه! رباه! لقد قتلت حبيبي ونسيبي وسيدي السابق، إنني أطيب الناس، ومع ذلك فقد قتلت ثلاثة رجال، ومن هؤلاء الثلاثة قسيسان.»
ويهرع إلى المظلة ككنبو الذي كان يقوم بالحراسة عند بابها، ويقول له سيده: «لم يبق لنا غير بيع حياتنا غالية، ولا ريب في أن المظلة ستدخل، فيجب أن نهلك شاهرين سلاحنا»، ولم يفقد صوابه قط ككنبو الذي قد مر عليه مثل هذا الحادث، فيتناول الحلة اليسوعية التي يلبسها البارون، ويضعها على كنديد، ويناوله عمرة القتيل المربعة، ويركبه فرسا، ويتم جميع هذا في طرفة عين «ولنعد يا سيدي، فجميع الناس سيعدونك يسوعيا حاملا أوامر، وسنجاوز الحدود قبل أن نتعقب.»
وبينا هو يقول هذا كان يطير صائحا بالإسبانية: «طريقا، طريقا للأب الزعيم العسكري المحترم!»
الفصل السادس عشر
ما وقع للسائحين مع فتاتين وقردين، والمتوحشين الذين يدعون الأوريون
يجاوز كنديد وخادمه الحواجز قبل أن يعرف أحد في المعسكر قتل اليسوعي الألماني، ولم يغفل اليقظ ككنبو عن ملء خرجه خبزا وشكولاتة وفخذ خنزير مقددة، وفواكه وبعض قوارير خمر، ويوغلان بفرسيهما الأندلسيان في بلد مجهول، لم يكتشفا فيه أي طريق كان، وأخيرا يبدو لهما مرج جميل تقطعه جداول، ويدع السائحان فرسيهما يأكلان، ويعرض ككنبو على سيده أن يأكل، ويجعل من نفسه المثل، فيقول كنديد: «كيف تريد أن آكل فخذ خنزير مقددة، وقد قتلت ابن سيدي البارون، وأجدني محكوما علي بألا أرى كونيغوند الحسناء مدى حياتي؟ وما فائدة إطالة أيام بؤسي ما وجب علي أن أقضيها بعيدا منها مبكت الضمير قانطا؟ وما تقول صحيفة تريفو؟»
نامعلوم صفحہ