72

هاشم أولى بهذا الأمر منكم ، وعلي (ع) أقرب إلى نبيكم وهو من بينهم وليكم بعهد الله ورسوله وفرق ظاهر قد عرفتموه في حال بعد حال عند سد النبي (ص) أبوابكم التي كانت في المسجد كلها غير بابه ، وإيثاره إياه بكريمته فاطمة دون سائر من خطبها إليه منكم وقوله : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، ومن أراد الحكمة فليأتها من بابها ، وأنه مرجعكم جميعا فيما أشكل عليكم من أمور دينكم اليه ، وهو مستغن عن كل أحد منكم إلى ماله من السوابق التي ليست لأفضلكم ، فما لكم تحيدون عنه ، وتبتزون عليا حقه ، وتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة ... أعطوه ما جعله له الله ولا تولوا عنه مدبرين ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين! (1).

وقد جهد عمار بعد ذلك في ثلة من الصحابة أن يرجعوا الأمر شورى بين المسلمين ولكنهم لم يفلحوا في ذلك.

قال البراء بن عازب : ورأيت في الليل المقداد وسلمان وأبا ذر وعبادة بن الصامت وأبا الهيثم بن التيهان ، وحذيفة ، وعمارا ، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين (2).

بيد أن هذا الإختلاف الذي أوجد عاصفة سياسية هوجاء سرعان ما زال حين أدرك المخلصون من أصحاب محمد (ص) خطورة الموقف وأبعاده فرجعوا متوادين متعاضدين تجمعهم وحدة الهدف ووحدة المصير فواصلوا سيرهم في إكمال مسيرتهم الجهادية ، وكان عمارا في الطليعة حين استصرخهم الواجب في الدفاع عن المسلمين فاشترك في حروب الردة ، لا سيما في حرب اليمامة التي انتهت بنصر المسلمين والقضاء على المرتدين.

لقد سجل المسلمون أعلى الإنتصارات العسكرية في ميادين الجهاد بشكل سريع ومدهش ، وذلك في برهة وجيزة أعقبت الحصار والمطاردة

صفحہ 73