217

القوم؟ قالوا : ربيعة. وانك يا أمير المؤمنين لعندنا منذ الليلة ، فقال : فخر طويل لك يا ربيعة.

فضيحة عمرو بن العاص (1)

كان الحارث بن النضر الخثعمي من أصحاب علي (ع) على قدر كبير من الشجاعة والفروسية وكان بينه وبين عمرو بن العاص عدواة ، وكان علي (ع) قد تهيبته فرسان الشام وملأ قلوبهم رعبا بشجاعته ، وكان عمرو قلما يجلس مجلسا إلا ذكر فيه الحارث بن النضر وعابه ، فقال الحارث في ذلك :

ليس عمرو تبارك ذكره الحارث بالسوء أويلاقي عليا

واضع السيف فوق منكبه الأيمن لا يحسب الفوارس شيا

ليت عمرا يلقاه في حومة النقع وقد أمست السيوف عصيا

حيث يدعو للحرب حامية القوم إذا كان بالبراز مليا

فالقه إن أردت مكرمة الدهر أو الموت كل ذاك عليا

فشاعت هذه الأبيات حتى بلغت عمرا ، فأقسم بالله ليلقين عليا ولو مات ألف موتة ، فلما اختلطت الصفوف لقيه فحمل عليه برمحه ، فتقدم علي (ع) وهو مخترط سيفا ومعتقل رمحا ، فلما رهقه همز فرسه ليعلو عليه ، فألقى عمرو نفسه عن فرسه إلى الأرض شاغرا برجليه ، كاشفا عورته ، فانصرف عنه علي (ع) لافتا وجهه ، مستدبرا له فعد الناس ذلك من مكارم أخلاقه وسؤدده وضرب المثل به.

وفي ليلة من ليالي صفين اجتمع عند معاوية كل من عمرو بن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة ، ومروان بن الحكم وعبد الله بن عامر ،

صفحہ 218