212

على ربيعة وهي في ميسرة علي (ع)، فقاتلوا قتالا شديدا ، فأتى زياد بن خصفة إلى عبد القيس فقال لهم : لا بكر بن وائل بعد اليوم! إن ذا الكلاع وعبيد الله أبادا ربيعة ، فانهضوا لهم وإلا هلكوا.

فركبت عبد القيس وجاءت كأنها غمامة سوداء ، فشدت أزر الميسرة ، فعظم القتال فقتل ذو الكلاع الحميري ، قتله رجل من بكر بن وائل اسمه خندف ، وتضعضعت أركان حمير وثبتت بعد قتل ذي الكلاع تحارب مع عبيد الله بن عمر ، وأرسل عبيد الله إلى الحسن بن علي إن لي إليك حاجة ، فالقني ، فلقيه الحسن (ع)، فقال له عبيد الله : إن أباك قد وتر قريشا أولا وآخرا ، وقد شنئه الناس ، فهل لك في خلعه وأن تتولى أنت هذا الأمر؟! فقال الحسن : كلا والله لا يكون ذلك. ثم قال : يا بن الخطاب ، والله لكأني أنظر إليك مقتولا في يومك أو غدك. أما إن الشيطان قد زين لك وخدعك حتى أخرجك مخلقا بالخلوق ترى نساء أهل الشام موقفك ، وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلا.

قال نصر : فوالله ، ما كان إلا بياض ذلك اليوم حتى قتل عبيد الله وهو في كتيبة رقطاء وكانت تدعى الخضرية كانوا أربعة آلاف عليهم ثياب خضر. فمر الحسن (ع) فإذا رجل متوسد برجل قتيل قد ركز رمحه في عينه ، وربط فرسه برجله. فقال الحسن (ع) لمن معه : انظروا من هذا؟ فإذا رجل من همدان ، وإذا القتيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب.

عمار يحرض على الجهاد

وقام عمار يوم صفين فقال : انهضوا معي عباد الله إلى قوم يزعمون أنهم يطلبون بدم ظالم إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان ، الآمرون بالإحسان ، فقال هؤلاء الذين لا يبالون إذا سلمت دنياهم ولو درس هذا الدين لم قتلتموه؟ فقلنا : لإحداثه. فقالوا : أنه لم يحدث شيئا! وذلك لأنه مكنهم من الدنيا ، فهم يأكلونها ويرعونها. ولا يبالون لو انهدمت الجبال. والله ما أظنهم يطلبون بدم ، ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحلوها واستمرؤها ، وعلموا

صفحہ 213