فالدنمارك في مجموعها أرض سهلية زراعية كثيفة السكان، وإلى جانب اهتمامها بالزراعة، فإن لها اهتمامات كبيرة بالبحر وحرفة السماكة والنقل البحري، ومناخها أحسن من بقية دول نورديا، لكن إلى جانب هذه المميزات فإن هناك عددا من نقاط الضعف، فالدنمارك دولة صغيرة المساحة بالقياس إلى جيرانها، بل إنها أصغر من مستعمراتها السابقة كجمهورية أيسلندا الحالية - 103 ألف كيلومتر مربع، وبطبيعة الحال فهي قزمية المساحة بالنسبة إلى مستعمراتها الحالية جرينلاند - 2,1 مليون كيلومتر مربع، وهي تتكون من عدد كبير من الجزر مما يصعب معه وجود الاتصالات السهلة التي تتميز بها دول نورديا الأخرى، كما أن تركيبها الجيولوجي قد حرمها من مصادر الوقود والمعادن على النحو الذي سوف نعرفه فيما بعد.
ولكن نشاط الدنماركيين وتنظيمهم الحديث قد جعل الدنمارك تتغلب - بصعوبة - على هذه المساوئ، وتستفيد من مزايا الأرض بدرجة قل أن يكون لها نظير في العالم، ولكن هناك صعوبة واحدة لا يستطيع الدنماركيون - على الأقل في العصر الحالي - أن يفعلوا إزاءها شيئا، تلك هي صعوبة الدفاع عن الدولة، ويعرف الدنماركيون ذلك جيدا، يعرفون أن أي دولة كبيرة يمكن أن تحتل بلادهم في ساعات قليلة، ولكنهم برغم ذلك يتعايشون مع موقعهم وطبيعة بلادهم المكشوفة، ولعل انضمام الدنمارك لحلف الأطلنطي الشمالي يعكس هذه الحقيقة. (2) الظروف الطبيعية العامة وتكوين دولة الدنمارك
تتكون الدنمارك من الأرخبيل الذي يقع عند مدخل بحر البلطيق، بالإضافة إلى شبه جزيرة جتلند - تسمى في اللغة الدنماركية جيلند
Jyiland ، وبالإضافة أيضا إلى جزر فارو
Faroe
في المحيط الأطلنطي شمالي الجزر البريطانية وجرينلاند، ولكن أهم أجزاء الدنمارك هي جزر الأرخبيل الدنماركي وشبه جزيرة جتلند، وشبه الجزيرة هذه الأرخبيل عبارة عن جزء مكمل للسهل الأوروبي الذي يمتد إلى الشمال من ألمانيا، وكذلك كان الأرخبيل وسهول السويد الجنوبية، لكن هبوط اليابس قد أدى إلى انفصالها عن هذا السهل، ويتكون الأرخبيل من عدة مئات من الجزر الصغيرة والكبيرة، ولكن حوالي مائة جزيرة منها فقط هي المأهولة بالسكان، وتقترب هذه الجزر من بعضها اقترابا كثيرا باستثناء جزيرتي بورنهولم وأرتهولم اللتين تقعان في بحر البلطيق على بعد حوالي ست ساعات بالباخرة جنوب شرقي كوبنهاجن، والمضايق المائية بين هذه الجزر كثيرة والكثير منها ضيق ضحل، وأكبر هذه المضايق اثنان هما البلت الكبير الذي يفصل بين جزيرة زيلاند (التي تقع عليها كوبنهاجن) وبين جزيرة فين
Fyn (فينين
Fuenen ) ثانية الجزر الدنماركية مساحة، ومضيق البلت الصغير الذي يفصل بين جزيرة فين وبين شبه جزيرة جتلند.
وتقع الدنمارك كلها - كما قلنا عند مدخل بحر البلطيق، ويفصلها عن شبه جزيرة سكندنافيا ثلاثة مضايق بحرية هي: مضيق سكاجراك الذي يفصل بين جتلند والنرويج، ومضيق كاتجات الذي يفصل أيضا بين جتلند والسويد، وأخيرا مضيق سوند
Sund
نامعلوم صفحہ