يتضح من هذه الإحصاءات أن نسبة الوفيات العالية علوا طفيفا في بعض دول نورديا عن كندا والولايات المتحدة راجعة أساسا إلى ارتفاع نسبة كبار السن في نورديا، وفي فنلندا نجد أكبر زيادة للنساء على الرجال، وربما كان السبب وفيات الرجال خلال الحرب العالمية الثانية.
وهكذا نرى أن نورديا تمثل إقليما ناضجا من حيث ظروفه، ومن حيث نسبة الزيادة الطبيعية - نصف الزيادة في كندا أو الولايات المتحدة، ولا شك أن هذه الزيادة الطبيعية الضئيلة تساعد على استمرار ارتفاع المستوى المعيشي والاجتماعي لنورديا، ولكن يجب ألا ننسى أيضا أن معظم دول نورديا قد انتهجت سياسة مخططة وسطى
the Middle Way
وتقدمت بخطى واسعة في سبيل الديموقراطية الاجتماعية والاقتصادية.
ولكننا نرى بعض النقاد يهاجمون الرخاء الاجتماعي والاقتصادي في نورديا ويصفونه بأنه قد سبب «تحللا» اجتماعيا، وخاصة في السويد، ولكن هذا التدهور لا يمكن التدليل عليه إذا ما قارناه بالدول الرأسمالية الغنية، فنسبة الانتحار في ألمانيا الغربية وسويسرا والنمسا أعلى بكثير من السويد، ومجموع ما يتعاطاه الأمريكي من خمور حوالي ضعف الكمية بالنسبة للسويدي، ونسبة الجرائم في الولايات المتحدة سبع مرات ونصف عما هي عليه في السويد.
ولا شك أن جانبا من رخاء نورديا يعود إلى الاستقرار والهدوء المحلي نتيجة ل (1) عدد سكان قليل. (2) نسبة تعليم عالية - ليست أمية ولكن الثقافة عالية. (3) السكان متجانسون لغويا وسلاليا. (4) عدم دخول الحروب بالمعنى المفهوم.
الفصل الثالث
الدنمارك
(1) مقدمة
تقع الدنمارك بين درجات العرض 54,34 و75,45 شمالا، ودرجات الطول 8,05 و15,12 شرقا، وتبلغ مساحتها 43 ألف كيلومتر مربع - حوالي ثلث مساحة بريطانيا، مرة وربع مساحة الأراضي الزراعية في جمهورية مصر العربية، وتكون الدنمارك أكثر دول نورديا اتجاها نحو الجنوب، كما أنها بالمقارنة بغالبية دول الشمال هذه تحتل ظروفا طبيعية ومكانية أفضل من غيرها.
نامعلوم صفحہ