وتأثير البعد الجغرافي للإقليم ينعكس في تاريخ استغلال البترول في حوض الماكنزي، لقد اكتشف البترول في أوائل العشرينيات في نورمان ويلز قرب اتصال بحيرة الدب الكبير بالماكنزي، ولم تستغل هذه الآبار إلا في خلال الحرب العالمية الثانية حينما مد خط أنابيب إلى طريق ألسكا عند هوايت هورس، ومنذ ذلك التاريخ يكرر معمل نورمان ويلز ما يقرب من نصف مليون برميل سنويا، وبذلك يغطي نصف احتياجات الشمال الأقصى الكندي.
وقد اكتشفت خامات الفضة الحاملة للراديوم سنة 1930 عند خليج أيكو على الساحل الشرقي لبحيرة الدب الكبير في التجمع السكني المعروف باسم بورت راديوم، وقد ترتب على ذلك أن أصبحت هذه المنطقة على رأس العالم في إنتاج الراديوم، لكن ذلك العهد انقضى فلم تعد بورت راديوم تنتج الراديوم، وعند بحيرة أتباسكا وجدت خامات اليورانيوم والراديوم والفضة والكوبالت التي تنتج في منطقة يورانيوم سيتي، لكن تكلفة الإنتاج عالية جدا في الوقت الذي يتذبذب فيه سوق المواد المشعة كثيرا، ولا تزال بلدة يلو نايف - 3250 شخص - عند بحيرة العبد الكبير منطقة تعدين للذهب منذ 1938، وعلى وجه العموم فإن حافة الصخور البلورية الغربية التي تكون الرصيف الكندي منطقة غنية بالمعادن: كوبالت، تنجستن، يورانيوم، نيكل، نحاس، رصاص، زنك، بريليوم، لكن استغلال هذه المعادن النادرة في معظمها لم يبدأ؛ لأن التقدير الدقيق لهذه الخامات لم يتم بعد.
ويكون نهر ماكنزي طريقا طوله 2600 كيلومتر تقريبا من مصبه عند إينوفيك-إكلافيك إلى بحيرة أتباسكا بالإضافة إلى الملاحة الممكنة في داخل البحيرات الثلاث الشمالية الداخلية، وفي حوض هذا النهر، ولقد تم مد خط حديدي عام 1960 من مدينة روما إلى نهر هاي على الساحل الجنوبي لبحيرة العبد الكبير حيث مناجم الرصاص والزنك، ويبلغ طول هذا الخط 650 كيلومترا، كما أن هناك طريقا لكل الأجواء يربط يلو نايف بطريق ماكنزي الرئيسي الذي يمتد من ولاية ألبرتا إلى نورمان ويلز.
وتجمعات الإسكيمو توجد على الساحل الشمالي، وهي قليلة العدد وصغيرة في الوقت نفسه، والإسكيمو على عكس الأمريند - لا يعيشون في تجمعات قبلية، لكن في عصب قليلة العدد مكونة من أسرتين إلى ثلاث أسر، والحرفة التقليدية لديهم هي الصيد البحري شبه المتنقل، ومساكنهم خلال الصيف تتكون من الخيام المصنوعة من جلد الفقمة، وفي الشتاء من الأيجلو أو المساكن الحجرية، ورحلات الصيد الشتوية تتم بواسطة زحافة الكلاب، والصيد الصيفي يتم بواسطة قوارب الكاياك المصنوعة أيضا من جلد الفقمة، أو القوارب الكبيرة التي تتسع لعدة أفراد من الصيادين، ولقد كان دخول البندقية أمرا جعل صيد الفقمة سهلا بدرجة كبيرة عن الصيد التقليدي بواسطة الهاربون أو الرمح، ولكن كثرة استخدام السلاح الناري يؤدي إلى استهلاك أكبر للحياة الطبيعية، ويهدد بنقص سريع وتدمير للموارد الاقتصادية في الإقليم.
وكذلك دخلت مؤخرا قوارب تسير بالديزل من أجل صيد الحيتان، ولكن بوجه عام فإن إمكانية استغلال المنطقة من أجل الصيد التجاري ما زالت إمكانية ضئيلة لقلة المواصلات الداخلية والخارجية.
وبالرغم من التأقلم التام بين الإسكيمو والظروف الطبيعية للإقليم، فإن تأثير الاتصال مع الحضارة الحديثة قد نجمت عنه آثاره السيئة: تعاطي السكان للخمور، وتعرضهم لكثير من الفيروسات الضارة التي لا توجد لديهم مناعة ضدها، فموجات الإنفلونزا بين الإسكيمو تقتلهم بوحشية، وكذلك ظهر السل بشدة لعدة سنوات، لكن جهود الحكومة الكندية قد بدأ يعطي ثمارا جيدة، ولكن أخطر المشاكل هي أن عددا كبيرا من الإسكيمو أصبحوا معتمدين على معونة الحكومة في صور شتى: النواحي الخيرية والاجتماعية وشئون التغذية والتعليم الابتدائي والمهني والإسكان الدائم.
ولكن أهم ما قدمته الحكومة الكندية للإسكيمو هو تعليم تربية الكاريبو، ويقوم بعض الإسكيمو الذين يربون الكاريبو الآن بالهجرة مع هجرة الحيوان من التندرا إلى النطاق الغابي حول منطقة مصب الماكنزي والجبال الغربية، ولعل أنجح مجموعات الإسكيمو في هذا المجال الاقتصادي الجديد هي تلك التي توجد في وادي هورتن وأندرسون إلى الشرق قليلا من مصب ماكنزي، ولقد أثر ذلك على الاستقرار الغذائي للإسكيمو بدلا من الاعتماد المتذبذب على الصيد البحري، أو صيد الفراء.
رابعا: الأرخبيل الكندي
المساحة حوالي 550 ألف ميل مربع - حوالي مليون ونصف كيلومتر مربعا.
عدد السكان حوالي ستة آلاف شخص غالبيتهم الساحقة من الإسكيمو والأمريند.
نامعلوم صفحہ