في الشمال الغربي وسكانيا
Scania
في الجنوب، وفيما بينهما يظهر إقليم سمالاند
Smaland
مقفرا، والقسم الشمالي مكون النايس يحيطه من الشرق البحيرات والغرب خليج سكاجراك، وفيه تظهر تربة خصبة نتيجة التراكم فيما بعد الجليد، وكان هذا أحد مناطق السويد الأكثر ازدحاما بالسكان، والحرفة الأساسية هي تربية الماشية وزراعة مواد غذائية من بنجر ولفت وشعير وشوفان، ومنتجات الألبان مهمة بالنسبة للسويد في هذه المنطقة، والمدن صغيرة وريفية الطابع مثل سكارا وفالكوبنج ومعظمها قرى كبيرة، أما مدينة «تيداهولم» ففيها مصانع سيارات وكبريت، وفي بوراس مناسج، وقرب اتصال قناة جوتا وبحيرة فينرن مساقط كبيرة أقيم عليها سد يولد 250 ألف حصان عند ترولهاتن - 31 ألفا، وتستهلك الطاقة في صناعات القاطرات والمخصبات والورق والأحذية والبلاستيك والكبريت.
ويحتل إقليم سمالاند وسط الجنوب وهو معروف بفقره، تربته غير جيدة وجوه بارد ملبد بالغيوم وغاباته قليلة، ومعظمه مغطى بالحشائش والبطائح، وكان العسل ونوع من الخشب من أهم صادرات سمالاند إلى أن أقيم به مصنع للزجاج في القرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الوقت أصبح الزجاج السويدي الفاخر يأتي من رمال هذه المقاطعة، وانتشرت صناعة الزجاج إلى سواحل البلطيق حيث التربة أحسن، ومدينة كالمار تشتهر بوقوعها في منطقة ذات تربة جيدة تنتج البنجر وتتاجر مع الجزر المجاورة أولاند وجوتلاند، وفي الجنوب ميناء كارلسكرونا الطبيعي الجيد الذي أصبح قاعدة بحرية مهمة، وشواطئ جزيرتي أولاند وجوتلاند صخرية جيرية وتربة أولاند أحسن وتربى فيها الماشية، أما في جوتلاند فالأغنام هي أهم الحيوانات، ولجوتلاند أهمية تاريخية، وقد كان ميناؤها «فسبي» إحدى مدن الهانزا الهامة نتيجة لأن الفضة كانت تنتج فيها بكثرة في الماضي، ولكنها الآن مدينة ساحلية زراعية هادئة وكل ما بقي من أمجادها كنائسها القوطية الطراز وأسوارها الضخمة.
وقد انتقل نشاط مناطق السويد الجنوبية إلى سواحل سكاجراك وكاتجات، بعد تحريرها من الدنمارك في القرن 17، وتاريخ المنطقة البحري قديم، وإلى اليوم ما زالت هناك عدة مدن ساحلية صغيرة تعيش على صيد الأسماك، وفي منتصف هذا الساحل وعلى مصب جوتا ألف القادم من بحيرة فينرن أنشأ الملك جوستاف أدولف عام 1618 ميناء جوتبورج أو جوتنبورج التي أصبحت الآن الميناء الأول للسويد، وتوجد فيها الآن عدة هيئات ملاحية كبيرة - بناء سفن وشركات ملاحية عديدة، وعدد السكان قرابة أربعمائة ألف لا يعيش معظمهم على البحر، بل هناك صناعات كهربائية ومناسج وصناعة آلات النسيج، ومن المدينة وفي اتجاه الداخل عدة مدن صغيرة كلها صناعية (أغذية - نسيج - كيمائيات).
وإلى الجنوب عند ميناء هالمشتات الصغيرة (36 ألفا) تبدأ سكانيا، وهي شبه جزيرة صغيرة لها أهمية كبرى، سكانها قرابة مليون، وتمتد جنوبا صوب الدنمارك كما لو كانت معبرا إلى أوروبا، تربتها خصبة ومناخها أحسن ما في السويد من حيث درجة العرض والتأثير البحري، كل هذا جعل سكانيا منطقة إنتاج الحبوب بالنسبة للسويد، والزراعة هنا مشابهة للدنمارك، والدورة الزراعية تشترك فيها زراعة القمح وبنجر السكر والعلف مع استخدام كثير للمخصبات، وتوجه الزراعة أيضا إلى الإنتاج الحيواني والألبان والدواجن، وفي سكانيا نحو 24000 مزرعة معظمها ملكيات أكثر من خمسين فدانا، والمنطقة الجنوبية الغربية المواجهة للدنمارك أخصب وأغنى نتيجة التربة الجيدة ونتيجة العلاقات التجارية والصناعة، وأكبر المدن مالمو ثالث مدن السويد عمرها يعود إلى القرن 16، وقد تحطمت ودمرت في سنة 1720 وتقهقر عدد سكانها إلى 2136 شخصا ثم ارتفع الآن إلى 225 ألفا، وإلى الشمال منها هالسنجبورج (76 ألفا) وفيها معدية مثل مالمو تربط السويد مع الدنمارك، ومعامل السكر والدقيق والمخصبات والآلات الزراعية، وفي مالمو يبدأ الخط الحديدي والطريق البري بين استوكهولم والقارة الأوروبية، وبقربها حقل فحم صغير، وفيها صناعة الأسمنت والزيوت الغذائية والصابون والبيرة وبناء السفن، ولهذا فالمنطقة كلها كثيفة السكان جدا ولا يفوقها سوى منطقة استوكهولم، وإلى جوار مالمو مدينة لوند المركز الديني والجامعي الهام في الوقت الحاضر. (9) خلاصة
يتضح من الدراسة الموجزة السابقة كيف أن السويد قد استفادت أكبر الفائدة من ظروفها الخاصة، بل زادت على ذلك بإمكانيات بشرية حضارية عالية أدت بالسويد إلى أن تصبح في مقدمة العالم من نواح كثيرة.
وبالرغم من أن الحزب الحاكم في السويد هو الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يحكم السويد منذ عام 1932 حتى الآن، إلا أن السويد في هيكلها الأساسي دولة رأسمالية، فمعظم اليد العاملة في شركات خاصة، ولا يوجد سوى «5,5٪» من كل العمال يعملون في أجهزة الدولة، وبغض النظر عن الشركات الصناعية وقطاع الخدمات، فإن صناعة التعدين فقط هي الصناعة الوحيدة المؤممة في السويد.
نامعلوم صفحہ