4-5 ).
وتحتل نورلاند المركز الأول في إنتاج الطاقة في السويد، ففي عام 1965 كان المنتج من الكهرباء 46 مليار ك و س، منها 30 مليارا تنتج في نورلاند، ولا تزال في نورلاند مصادر أخرى للطاقة الكهربائية غير مستغلة؛ إذ إن المستغل من إمكانات الإقليم يساوي حوالي 40٪ فقط، وعمر الطاقة الكهربائية حوالي 90 سنة، فأول محطة أقيمت عام 1882 عند ريفورس على نهر فيسكان في غرب السويد ثم تبعتها محطات أخرى، وكان أول خط لنقل التيار من نورلاند إلى منطقة الصناعة في وسط السويد قد أنشئ في عام 1936، وتتبادل السويد مع النرويج نقل الطاقة على شبكة تصل بينهما، وذلك لمواجهة توقف بعض المحطات في حالة تجمد الأنهار، وكذلك هناك شبكة تحمل التيار الكهربائي من السويد إلى الدنمارك عبر الكاتيجات، وتنقل الكهرباء من الدنمارك إلى السويد في حالة هبوط مستوى الأنهار. (7-6) التعدين وتشغيل المعادن
تمثل هذه المجموعة من الحرف تقليدا قديما في السويد، وما زالت تحتل المركز الأول بين أشكال النشاطات الاقتصادية، فهي تكون بالإضافة إلى الصناعة نحو 36٪ من الإنتاج القومي السويدي - الذي كان يساوي 15,5 مليار دولار عام 1965 - بالقياس إلى الزراعة والغابات والأسماك التي كونت 9٪ من قيمة هذا الإنتاج القومي للعام نفسه.
وتعتمد هذه الحرفة على وجود خامات معدنية غنية ساعد على استغلالها وجود طاقة مستمدة من الفحم النباتي والطاقة المائية، ويبدو أن أول استخدام للمعادن في السويد كان مرتبطا بخامات الحديد المستخرجة من تكوينات المستنقعات وكان صهرها يتم بواسطة أفران بسيطة، ولكن الحاجة إلى الحديد قد زادت بشدة في القرن السادس عشر نتيجة للحروب المستمرة التي قادها الملوك الطموحون في السويد، وقد أدى هذا بالملوك إلى استقدام فنيين وخبراء من الألمان والوالون والفلمنك مما ساعد على تنمية صناعة الحديد السويدية، ومن بين الشخصيات الهامة التي استقدمت إلى السويد كان لويس دجير
L. de Geer
الوالوني - من لييج - الذي لعبت سلالته فيما بعد دورا هاما في الحياة الثقافية في السويد، وقد أسس دجير مصانع الأسلحة في فنسبانج ودانيمورا مستخدما عمالا وأخصائيين من الوالون، وعلى هذا الأساس ذي التوجيه العسكري، بنيت جذور الجودة الصناعية والهندسة السويدية الحالية.
وحينما كان الفحم النباتي هو العنصر الجوهري لصناعات تشغيل المعادن كانت السويد تسود وتسيطر على العالم الأوروبي لتوفر خاماتها المعدنية ومواردها الهائلة من الفحم النباتي، وقد استخدم السويديون أولا الخامات المعدنية الموجودة في تكوينات المستنقعات، ثم أخذوا في استخدام خامات إقليم برجسلاجن الموجودة حول البحيرات الوسطى وشمالها، وأشرفت السويد على احتكار صناعات الحديد والصلب في العالم في القرن الثامن عشر، ففي عام 1740 كانت السويد تنتج خمسي الحديد العالمي.
ولكن حينما بدأ استخدام فحم الكوك في صهر المعادن وظهور الحديد الزهر في بريطانيا وغيرها هبط نصيب السويد من 31٪ من حديد وصلب العالم إلى 8٪ فقط عام 1820، وإلى 1,3٪ عام 1900.
وهكذا هبط الإنتاج لأن استخدام الطاقة الكهربائية لم يكن قد بدأ بعد، وكان استيراد الفحم إلى السويد أمرا مكلفا يزيد من نفقات الإنتاج ويجعل السويد عاجزة عن منافسة الدول الأوروبية الأخرى، ولكن السويد تحتل الآن مكانا ملحوظا في إنتاج الحديد والصلب، وذلك بالرغم من صغر حجمها مساحة وسكانا، وبالنسبة لكونها من الدول الصناعية التي ينقصها الفحم.
وقد أدى تصدير خام الحديد من نورلاند خلال هذا القرن إلى نوع من التعادل في قيمة الإنتاج القومي المعدني، فبدلا من تصدير الحديد والصلب اتجهت السويد إلى تصدير خامات كيرونا الحديدية الغنية عبر ميناء نارفيك إلى أوروبا والولايات المتحدة معا، وقد ساعدت هذه الصادرات على أن تستورد السويد الفحم اللازم لصناعاتها المعدنية.
نامعلوم صفحہ