الجليد الداخلي = مناطق الهضاب والمرتفعات المغطاة بالجليد الدائم. (3)
التندرا = سهول ومناطق حجرية وصخرية خالية من الجليد الدائم. (3-3) المناخ في الأقاليم القطبية
نظرا لأن المناخ يعتبر العنصر الأساسي في تكوين العالم القطبي، فأشكال الحياة جميعها - الحياة في البحر وحياة النبات والحيوان والإنسان على اليابسة - مرتبطة تماما ومتأقلمة بنوع المناخ السائد، ورغم قسوة مناخ العالم القطبي إلا أنه متعادل طوال العام مع حدوث تغيرات حرارية تدريجية، وهو لا يشكل أبرد مناطق العالم التي توجد في شمال سيبيريا إلى الجنوب من العالم القطبي، كذلك فإن تساقط الثلج في العالم القطبي لا يمثل أكثر مناطق العالم تساقطا، بل هناك مناطق جبلية مثل النرويج وغرب كندا وشمال غرب الولايات المتحدة التي يسقط فيها الثلج بكمية أكبر من العالم القطبي، وهناك مناطق أخرى من العالم يظهر فيها السحاب والضباب بكميات أكبر من العالم القطبي، ومع ذلك فإن متوسط الحرارة في العالم القطبي أكثر انخفاضا منه في أي منطقة أخرى من العالم، ولكن المدى الحراري بين الصيف والشتاء ليس كبيرا كما هو في النطاقات المعتدلة أو الصحاري.
صيف العالم القطبي القصير المعتدل الحرارة هو عبارة عن نهار دائم، ونظرا لميل أشعة الشمس بشدة فإنها تخترق طبقة سميكة من الجو وتفقد جزءا كبيرا من طاقتها الحرارية، ومعظم ما يصل من أشعة الشمس يتبدد في إذابة الجليد وتبخير الماء، ومع تبخير الماء يتكاثف الضباب مما يؤدي إلى ضعف الرؤية، والشتاء موسم طويل من الظلام وشبه الظلام، في نقطة القطب لا تظهر الشمس مدة ستة شهور على الإطلاق، وتقل هذه الفترة كلما توغلنا جنوبا حتى تصل إلى يوم واحد لا تظهر فيه الشمس على الإطلاق عند الدائرة القطبية الشمالية ، ويعوض ذلك ضوء القمر اللامع نتيجة قوة انعكاس الجليد .
والصيف القصير المعتدل والشتاء الطويل البارد لا يظهران بهذه الصورة بالنسبة لكل الأنواع الثلاثة من أقسام العالم القطبي (البحر - الأرض المتجمدة دائما - الأرض الخالية من الجليد «التندرا»)، فالأرض المتجمدة دائما مثل جرينلاند تتميز ببرودة دائمة صيفا وشتاء، ومثل هذه تسمى أراضي الصقيع الدائم، وكذلك غطاءات الجليد الدائمة فوق بعض المناطق من المحيط الشمالي عبارة عن مناطق بدون صيف، ومع ابتعادنا عن هذه المناطق يبدأ الفارق بين الصيف والشتاء في الظهور، في بعض المناطق سجلت حرارة 25°م شمال الدائرة القطبية، وفي فرخويانسك هناك مدى حراري سنوي يصل إلى (66°م) في الصيف 16°م والشتاء −50°م (أقصى مدى سجل هو 99°م في هذه المحطة).
لقد اعتاد سكان العالم القطبي على الحياة في هذه الظروف المناخية، يتجنبون المناطق ذات الصقيع الدائم في الصيف، ونادرا ما يغامرون داخل الجليد البحري، ويبقون معظم الوقت في التندرا، ويصبح الشتاء موسم الاحتفالات والطقوس والزيارات، وهذا الموسم غريب بالنسبة لغير أبناء العالم القطبي، ليس فقط من حيث العادات والطقوس، ولكن أيضا نتيجة للظروف الطبيعية الغريبة التي يمر بها العالم القطبي شتاء، مثلا تصبح الرؤية ممكنة على بعد قد يصل إلى 100كم أو سماع أصوات على بعد 15كم أو أكثر، أو رؤية العديد من التجمعات النجمية بوضوح غريب، ولكن الظلام المستمر يضايق الغريب كثيرا ويجعله في حالة ضجر نفساني.
وبرغم قسوة الشتاء فإن الصيف أكثر إقلاقا للراحة، ففي مقدمة الصيف تهب عواصف ثلجية عنيفة أشد لذعا في بردها من هدوء الشتاء المتجمد، كذلك يقاسي الإنسان والحيوان من لذع البعوض الجائع الذي يهجم على صورة موجات متلاحقة كالسحب.
كمية المطر والثلج الساقط في الأقاليم القطبية 25سم مكعب مثل الصحاري، ولكن انخفاض الحرارة يجعل هذه الكمية كافية لإبقاء الأرض في حالة مستنقعية أو ترابة، ولا تنصرف هذه المياه داخل الأرض؛ لأن الجليد الدائم تحت التربة يمنع هذا التسرب، كما أنها لا تتبخر لقلة الحرارة على مدار السنة، والثلج لا يسقط في صورته الخفيفة المعروفة في المناطق المعتدلة والباردة، ولكن في صورة إبر صلبة من الجليد يسهل على الرياح نقلها من مكان لآخر، ولهذا تتكوم الثلوج الصلبة هذه في المناطق المواجهة لهبوب الرياح، وتتركز فوق المناطق القطبية مشكلة كتلا من الهواء البارد الثقيل طوال الشتاء يجعل منها ستارا ثقيلا يعيق وصول الرياح الجنوبية الدافئة، كما أنها تمنع تساقط المطر، وبعض الجزر الشمالية وشمال جرينلاند خالية من الجليد؛ لأنها تقع تحت طائلة كتل الهواء الباردة الجافة طوال السنة، وهذا الهواء الجاف يعتبر نعمة للرحلات الجوية عبر القطب.
ويحدث الطقس الرديء نتيجة غزو كتل الهواء الدافئة للعالم القطبي في شمال الأطلنطي والباسيفيك، ويحس به سكان جزر الوشيان وأيسلندا، ويترتب على هذا الطقس سقوط كميات غزيرة من الثلوج.
هذا؛ ويتراكم الجليد في صورة غطاء مستمر فوق جرينلاند، وهو غطاء سميك يحجب الجبال والهضاب، ولكنه يتراجع على بعد 70-100كم من الشاطئ ويترك المجال لأنهار الجليد المتحركة ببطء شديد وسط التضاريس الصخرية باتجاهها إلى البحر حيث تتكسر جبال الجليد لتسقط في البحر، في صورة جبال الجليد الطافية التي تهدد الملاحة أحيانا، وتوجد غطاءات جليدية دائمة على مجموعات الجزر الروسية، ولكنها أصغر وأقل سمكا من غطاء جرينلاند.
نامعلوم صفحہ