وإلى أسفل نطاق غابات البتولا تمتد مساحات كبيرة من الأشجار المخروطية التي تغطي معظم أراضي السويد، وتتعدد أنواع هذه الأشجار لكن يسودها الصنوبر الاسكتلندي والتنوب، ويظهر البلوط في الأجزاء الجنوبية من السويد إلى جوار الأشجار المخروطية الأخرى، وإلى جانب ذلك كانت غابات الزان والبلوط تغطي مساحات كبيرة، ولكن معظمها أزيل لتحل الحقول الزراعية محلها. (6) سكان السويد
تضم السويد شعبا متجانسا بصورة كبيرة؛ إذ لا توجد سوى أقليات صغيرة العدد هي: 25 ألفا من الفنلنديين، وهؤلاء هم من أصل الفنلنديين الذين شجعتهم حكومة السويد منذ القرن السادس عشر على الهجرة إلى دالارنا وهيلسنجلاند وميدلباد من أجل استغلال ثروة السويد الغابية في القسم الجنوبي في نورلاند، وهناك أيضا حوالي خمسة آلاف من اليهود وسلالة ثلاثمائة من الوالون الحرفيين الذين استقدموا إلى السويد خلال القرن السابع عشر، وأخيرا فإن هناك حوالي سبعة آلاف ينتمون إلى قبيلة اللاب.
وأصل اللاب، كما قلنا، من شمال آسيا وزحفوا غربا إلى شمال أوروبا ثم دخلوا اسكندنافيا ووصلوا في هجرتهم جنوبا حتى إقليم دالارنا، وحصلوا على حقوق الرعي فيه سنة 1881، وقد تغيرت حرفة حوالي نصف لاب السويد من الرعي البدائي للرنة إلى السماكة أو - بمساعدة الحكومة - إلى الزراعة مع تربية الرنة كمصدر ثان للثروة، وللاب الرعاة حق عبور حدود النرويج والسويد وفنلندا والاتحاد السوفيتي بمقتضى اتفاقيات دولية قديمة ترجع إلى 1595 و1613.
وتسود اللغة السويدية كل أنحاء السويد فيما عدا أجزاء هامشية على الحدود الفنلندية حيث تسود لغة الفن.
وتمتلك السويد مجموعة من الإحصاءات الحيوية عن عدد السكان على فترة زمنية طويلة، وتشير هذه الإحصاءات إلى صحة ما ذهب إليه مالتوس عن «الضوابط الإيجابية» التي تقلل عدد السكان كلما زادوا عن حجم الموارد الاقتصادية المتاحة.
وفي عام 1800 كان عدد السكان في السويد 2,35 مليونا من الأشخاص زادوا إلى سبعة ملايين في عام 1950، ونتيجة لانخفاض نسبة المواليد والوفيات فإن الزيادة الطبيعية للسكان ضئيلة، وحتى هذه الزيادة الصغيرة تزداد صغرا باستمرار الهجرة إلى الخارج، خاصة في اتجاه الولايات المتحدة، ولقد أدى ذلك إلى نقص في الأيدي العاملة السويدية لفترة لا بأس بها، وقد اقترح على السويد أن تشجع الهجرة إليها لتعوض نقص الأيدي العاملة، وقد ترتب على ذلك أن عدد المهاجرين إلى السويد قد أصبح يزيد قليلا على عدد المهاجرين من السويد، وذلك منذ ثلاثينيات هذا القرن، وأن الزيادة أصبحت واضحة منذ الأربعينيات.
خريطة رقم (18): وسط السويد وجنوب النرويج.
ولا شك أن ذلك مرتبط بتدفق اللاجئين من الدول المجاورة خلال الحرب العالمية الثانية، وقد عاد معظم هؤلاء اللاجئين، ولكن بعضهم استقر نهائيا في السويد، وخاصة من دول البلطيق المجاورة - لتوانيا ولاتفيا وأستونيا وألمانيا ... إلخ.
وقد وافقت الحكومة السويدية على أن تستقبل خمسمائة من العمال المهرة من شمال إيطاليا، وعددا مماثلا من العمال الصناعيين والزراعيين المهرة من المجر، وعددا آخر مماثلا من يهود بولندا، وفي الوقت نفسه هناك اتفاق يسهل تبادل العمال بين السويد والدنمارك، وكل هذا من أجل التغلب على مشكلة نقص القوى العاملة.
وتدلنا الإحصاءات على أن هناك تيارا مستمرا للهجرة من الريف إلى المدن مما يؤدي إلى نقص مستمر في سكان الريف والطاقة العاملة الزراعية، ففي عام 1800 كان 10٪ من سكان السويد من ساكني المدن، وفي عام 1952 ارتفعت نسبة ساكني المدن إلى 48٪ من مجموع سكان الدولة، وقد ازداد تيار هذه الهجرة قوة بعد إلغاء أنظمة النقابات الخاصة بالحرف منذ 1846، وترتب عليه ازدياد السكن المديني بسرعة أكبر من الدول الأوروبية الأخرى، وفي عام 1967 بلغت نسبة غير العاملين في الزراعة 88٪ من مجموع السكان.
نامعلوم صفحہ