(1) تكوين دولة السويد
تمثل السويد الدولة الكبرى في نورديا من حيث السكان والمساحة والتقدم الاقتصادي، وهي في الوقت ذاته أكثر دول نورديا ارتباطا بالبلطيق ومشاكله السياسية وبدولة فنلندا، وبالرغم من أن للسويد جبهة بحرية طويلة نسبيا تطل على سكاجراك، ومن ثم على بحر الشمال - وبرغم أن هذه الجبهة ذات أهمية اقتصادية عالية للسويد الحديثة - إلا أن معظم السويد موجه بواسطة بنائه التضاريسي نحو الجبهة البحرية المطلة على بحر البلطيق وخليج بوثنيا، وقد ظلت السويد قرونا طويلة تتبع هذا التوجيه الطبيعي.
ولقد عمرت أراضي السويد متأخرا عن الدنمارك بفترة طويلة نظرا لقسوة مناخ ما بعد العصر الجليدي مباشرة، وقد جاء المهاجرون الذين عمروا السويد من الجنوب في صورة صيادين وسماكين، وذلك حينما نمت الغابات المخروطية محل غطاء الجليد، وقد تعاقبت حضارات عدة في السويد أولها حضارة مجلموس التي تميزت باستخدام العظام وانتشرت في السويد من جزيرة زيلاند الدنماركية حتى حوض يمتلاند في شمال وسط السويد، وكان معظم النشاط الاقتصادي مركزا حول الصيد البري وجمع البذور والثمار في داخل الغابات، ثم جاءت حضارة أرتبول التي تميزت بالاستقرار حول الشواطئ والفيوردات والأنهار، والاعتماد كثيرا على السماكة، وكانت أدوات هذه الحضارة تصنع من الصوان وغيره من الحجارة، وأخيرا جاءت الزراعة في صورة هجرة من الجنوب أيضا، بينما ظل الصيد حرفة سكان الشمال والوسط لفترة طويلة .
وعلى وجه العموم فإن هجرات التعمير في السويد كانت تتجنب هضبة سمالاند الفقيرة في الجنوب، وتتجه مع السهول الساحلية من سكانيا إلى المناطق الغنية حول البحيرات الوسطى، وقد انتشرت الزراعة مع الرعي في خلال نهاية النيوليتي - العصر الحجري الحديث، وعصر البرونز نتيجة حركة رفع أرضية في اسكندنافيا عامة أدت إلى كشف مناظق التربة الفيضية أو الرسوبات الطينية الخصبة الصالحة للزراعة في وسط السويد.
وقد تبع ذلك تغير مناخي أدى إلى سوء الأحوال الزراعية في خلال عصر الحديد، ترتب عليه هجرة عكسية لكثير من الناس من وسط السويد في اتجاه الجنوب.
تنقسم السويد إلى 24 قسما إداريا
Lan
وهذا التقسيم يرجع إلى القرن الثالث عشر، أما التقسيم القديم إلى مديريات ومحافظات
Landskap
فيرجع إلى العصور السابقة للتاريخ حينما كانت أقسام السويد المسكونة بالناس تكون وحدات سياسية مستقلة، وقد تم فيما بعد اندماج هذه الوحدات المستقلة في وحدات سياسية أقل عددا وأكبر مساحة
نامعلوم صفحہ