الملكة :
وكيف تخدمنا كبستاني؟
الخادم :
إذا خلت يداك من الصولجان، كنت بينهما أطوع من بنان، فإذا لاح الفجر، أو بدت طلائعه، وباكرت أختك مليكة النهار، إلى حديقة الأزهار، كان مسحب أذيالك الأرجوانية بين أعشاب ندية، تتصوب وتتصعد تأهيلا بك وترحيبا، وتتثنى وتتمايل حوليك جيئة وذهوبا، وتنشر أريجها ثناء عليك، وتترامى على مواطئ قدميك، متفانية تفتديك، تواقة إلى الموت بين عينيك.
وإذا مل جنباك الأريكة الوثيرة، ونبت لحاظك عن زبرجدها المواج، وعسجدها الوهاج، فجئت واستلقيت في الحديقة إذن، فواجباتي كبستاني ذي حظوة في عين ربة القصر، أن أناسق بين أنين الأرجوحة
3
وحفيف الأوراق، وبين ميداتها وميسات الأغصان، رحمة بالبدر الهائم في عرض السماء يناضل الظلمة والغيوم ليبعث إليك من خلال الأفنان بقبلات التجلة والوقار، وما تلك إلا ما يرتسم من بياض سناه على أهداب بردك الأنيق.
ويكون من وظيفتي أيضا أن أفعم بالزيت المطيب المعطر ذلك السراج
4
المحسود الذي يحرس سريرك ويسهر عليك؛ وأن أزخرف مسند رجليك بالصندل والزعفران متفننا مبدعا ما شاء التفنن والإبداع.
نامعلوم صفحہ