ثم إنه شغفته الطبيعة حبا، فهو يرى إلى الله إذ ينظر إلى محاسنها وبدائعها. وقد علمت من ذويه أنه قد يدخل الحديقة فيذهل عن نفسه، ويلبث الساعات الطوال يناجيها ويغازلها. وقد رأيته شيد معهده العلمي بين أشجار غرسها، وزهور زرعها.
وحبذا ذكر ما تقدم من أمره عند قراءة هذه النبذة الأولى التي جعلها عنوان الكتاب وديباجته:
الخادم :
رحمة بعبدك!
1
الملكة :
لقد ارفض المجلس، وانفرط عقد الأعضاء. فعلام لم تحث خطاك إلى مناك، يا هذا؟
الخادم :
إنما توانيت حزما لا عجزا، وتدبيرا تأخرت لا تقصيرا. فإذا عل الشاربون ونهلوا، وسكروا وثملوا وعافت النفس سؤرا في الكأس، فذلك السؤر هو رحيقي وسلسبيلي، وبتلك الثمالة شفاء علتي وارتواء غليلي.
أجل مولاتي، هذه ساعتي وهأنذا.
نامعلوم صفحہ