كلنا تجري بنا سبل الفناء وتقذفنا في أغوار غاياتنا المغيبة عنا المحجوبة دوننا كلنا تجري سفن المنايا برياح حرصنا وشراع أطماعنا في بحار آمالنا وتقذفنا في لجج آجالنا وهمومنا موكلة بقضاء مهماتنا عن عاجل أمورنا وأيدي الحوادث تتلاعب بنا وهواتف الفناء تزعجنا
( الناس في غفلاتهم
ورحى المنية تطحن )
( ما دون دائرة الرحى
حصن لمن يتحصن )
كل يوم ينادي ملك الموت من بين أيدينا ومن خلفنا
ﵟأينما تكونوا يدرككم الموتﵞ
وظلمات أجداثنا تنتظر ولوج أجسادنا ونحن غرقى في غمرة غفلاتنا وسكرة شهواتنا
النجاة من المهالك
فيا أيها العاقل إلى متى تصرف نفسك عن طريق النجاة إلى سبيل المعاطب والمهلكات وتصرفها عن فسحة الطاعات إلى مضايق المخالفات وتعرضها لما بين يديها وتسقيها من كؤوس الخطيئات وأدناس السيئات وتوردها موارد الفتن والآفات
أي أخي العمر قصير والناقد بصير وإلى الله المصير
( يا أيها المعدود أنفاسه
لا بد يوما أن يتم العدد )
( لا بد من يوم بلا ليلة
وليلة تأتي بلا يوم غد )
صفحہ 59