برہان فی وجوہ بیان

ابن وهب الكاتب d. 335 AH
157

برہان فی وجوہ بیان

البرهان في وجوه البيان

اصناف

وروي عن أمير المؤمنين - عليه السلام -: "حق العالم ألا تكثر عليه السؤال حتى تضجره، وألا تأخذ بثوبه، وإذا دخلت على قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحية، واجلس بين يديه، ولا تغمز بعينك، ولا تشر بيدك إلى مجلسه، ولا تكثر من قول قال فلان وقال فلان خلافا عليه، ولا تضجر بصحبته". وذكرنا في الحديث وأن يكون في مجلس الجد جادا في منطقه، وقوله، غير مهجن بكلامه ونفسه باستعمال الهزل والإضافة فيه، فقد قيل: لا تخلط الجد بالهزل فيسخفه، ولا تخلط الهزل بالجد فيكدره. وإن اضطرته حال إلى مجالسة السفهاء وأهل الهزل فليكن بينهم متسلما، وعن جملتهم خارجا، ولما هم فيه نافيا، وعنه بسمعة معرضا، وليكن في استعمال ما لا إثم فيه من المرح والهزل، وما لا يسقط مروءة ولا يثلم دينا ولا جاها، قاصدا إلى ترويح قلبه وإجمامه لمعاودة ما فيه نفعه، فقد روي أن في حكمة داود: على العاقل ما لم يكن مغلوبا على أمره أن يجعل نهاره أربع ساعات: فساعة يناجي بها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفضي بها إلى إخوانه الذين ينصحون له ويصدفونه عن عيوبه، وساعة يخلي بين نفسه فيها وبين شهواته ولذاته # فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة له عونا على هذه الساعات.

صفحہ 214