وهبني قلت هذا الصبح ليل ... أيعمى العالمون عن الضياء قلت: قلت: ولم أذكر هذا إلا أن كثيرا من الناس لا يزدادوا عند البيان إلا خسارا، وينفرون عنه عتوا واستكبارا، لخبث سرائرهم، وسوء ضمائرهم، وسيئ اعتقادهم، وتحاملهم على بغضة عترة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وتجاهلهم على الوصي، وتسهيلهم لمرتكب المعاصي، وتحميلهم ما ارتكبوه منها على ربهم وينزهون عنها أنفسهم بل وشياطينهم -تعالى عن كل مقالة تقدس وتنزه عنها [8-ب] وعلا علوا كبيرا- ومع هذا فإن الجبري مثلا لا يرضى من العدلي أبدا إلا أن يتبع هواه، ويميل إلى معتقده الخبيث الذي يحبه ويرضاه؛ فإن حب الشيء يعمي ويصم، وقس على هذا ما جانسه من سائر الاعتقادات المتضادة بين كل ضدين؛ ولو حصل التستر لأمرما ففي النفس مافيها خصوصا [6ب-أ] إذا قد استحكم عليه الشيطان، وملك منه الزمام والعنان، وأنا أعجب من الذي يظن أنه يتحبب إلى العامة بإظهار الميل إلى بعض مقالاتهم وأنه يختار شيئا من آرائهم وهو ينتسب إلى الزيدية أو إلى أحد من فرق العدلية إذ ذلك أمر لا يقبلوه منه ولا يصدقوه في باطن سرهم وغاية أمرهم، وإن جاملوا لما ذكرنا من عروض أمرها (1) إلا من نور الله قلبه منهم ولطف به، فإنه ينقاد للحق إذا لاح له طريقه وعرف صدقه؛ ومن هو بهذا الصفة هو في الحقيقة أعز من الكبريت الأحمر، وأقل من الجوهر المزدخر (2).
قلت: قلت: هذا وأنا معوذ لكتابي هذا من ذي الفهم السقيم، ومن ناقص عرفان لئيم أن يعيب(3) شيئا منه صحيح المعنى مستقيم.
فكم من عائب (4) قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم
صفحہ 34