قلت: قلت: هذا وقد بالغت -بمعونة الله سبحانه وتعالى- في تسهيل [6أ-أ] عباراته، وقربت للطالب طرقاته، وأضفت إلى كل بحث أودعتة فيه ما له تعلق به من الأصول الثلاثه والفروع الفقهية ونحو ذلك، وذكرت من صحيح المذاهب وفاسدها وباطلها، ودللت على أصحها، وأظهرت وجوه باطلها وفاسدها بأوضح برهان، وأتم بيان بحيث أن من اطلع على جميعه بعين رضا وإنصاف، وذهن صاف، عرف صحيح مقالتي ولهجة صدقي؛ وذلك بقدر الطاقة والإمكان، التي أعان عليها الرحمن، راجيا منه سبحانه وتعالى أن ينفعني به يوم غد، وأن ينفع به كل مسترشد، في كل وقت وزمان، إنه الكريم المنان.
هذا وأما الناظر إليه بعين كليلة، وقلب مريضة، فما يزيده الله -إن شاء الله- إلا تلهفا وحسرة، إذ هو -إن شاء الله- هادم لقنطرته، ومخرب لجسره، ومثل لعرشه، ولا يعاب بعيبه، ولا ضرر -إن شاء الله- في همزه ولمزه، وها أنا منشد قول الشاعر -ولله دره- حيث يقول:
ما يضير البحر أمسى زاخرا ... إن (1) رمى فيه غلام(2) بحجر
وأعقبته أيضا بقول آخر(3):
صفحہ 33