هذا الكتاب له ما يناظره من مثل "البرهان" للزركشي إلا أنه يزيد عليه بما ذكره السيوطي حيث قال: "ورتبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان، وأدمجت بعض الأنواع في بعض، وفصلت ما حقه أن بيان، وزدته على ما فيه من الفوائد والقواعد والشوارد ما يشنف الآذان"(¬1).
تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي:
فهذا الكتاب وإن كان قد سبق بما يشبهه في موضوعه مثل شروح مقدمة ابن الصلاح وغيرها إلا أن السيوطي تفرد بشرح هذا المتن وهو " التقريب" للنووي، وضمنه فوائد وزوائد لا توجد مجموعة في غيره: فصار شرحا لهذا المتن خصوصا ثم لمختصر ابن الصلاح ولسائر كتب الفن عموما(¬2).
المنزلة العلمية لهذين الضربين:
أما الضرب الأول فقيمته في تفرده، وأما الثاني ففي الزيادات من استقصاء وحسن تبويب وترتيب، ولا يخلو كل منهما من فوائد أخرى وحتى الكتب التي يشملها الضرب الواحد ليست في درجة واحدة من الأهمية؛ ولذا لا يصح إطلاق حكم واحد على مؤلفاته كلها.
وبعد الكلام عن القيمة العلمية لمؤلفاته، نذكر بعض الخصائص العامة لهذه المؤلفات.
وصف عام لمؤلفاته
تميزت مؤلفات الإمام السيوطي بمزايا أهمها:
1- أكثر مؤلفاته اعتمد فيها على النقل والجمع، فترى النزعة الموسوعية التي اتسم بها عصره ظاهرة جلية فيها.
2- قسم كبير من مؤلفاته هو شروح ومختصرات وتعاليق وذيول وتتمات وتعقبات.
3- أنها شملت كل الفنون أو معظمها.
صفحہ 42