مما لا يروقني.»
ومخالفته للدين أمر بين، فاسمع ما يقوله يوم تثبيت عماده عند بلوغه السنة السادسة عشرة من عمره: «عدلت، لا عن عدم اكتراث، بل عن كبير تأمل، عن الصلاة في كل مساء وفق عادتي منذ طفولتي؛ وذلك لما أراه من مناقضة الصلاة لفكري حول الذات الإلهية، فأقول في نفسي إما أن يكون الله هو الذي يخلق كل شيء بقدرته مستقلا عن أفكاري ورغائبي ... وإما أن تكون إرادتي مستقلة عن إرادة الله، فيكون من الانتفاخ أن يعتقد تأثر الله بدعواتنا.»
والذي يقف النظر فيما تقدم هو طراز برهنته، وما كان من نشوئه ملحدا وما كان من بلوغه بطبيعته ارتيابا يتعذر عليه أن يصبح معه مؤمنا من تلقاء نفسه؛ فأمر يتوقف عليه وعلى والديه، ولكن ما أقامه من دليل في مقتبل عمره فينم على أنه واقعي غطريس لا ينحني أمام أية قدرة عالية إلا بقدر ما تتطلبه الأحوال، ويسوغ ذلك الفتى إنكاره مع اجتنابه التجديف
22
على الله جهرا، وهو كسياسي حقيقي يلقي على الله مسئولية عدم الصلاة له، وهكذا ينتحل شهادة حسن حال تنطوي على سخرية، وهو يضع الرب ب «إما ... وإما» تجاه برهان قاطع تجاه برهان قاطع ذي حدين لا عهد للرب بمثله، وليس إجلاله التقليدي بالذي يقلل ثقته بنفسه.
ذلك هو وضع بسمارك للمرة الأولى في حضرة مليك.
الفصل الثالث
شاب يجوب السوق بخطا بطيئة ووقار مصنوع، وما عليه من نحافة فيكفي وحده ليجذب الأبصار إليه. هو يلبس رداء الزينة وعمرة
1
غريبة الشكل، هو يدير عصاه حول رأسه، هو يضع غليونا
نامعلوم صفحہ