من اندفاع حر، وما كان من حقد على طبقة الأشراف، وما كان عرضة له من تهجم معلميه عليه بسبب انتسابه إلى النبلاء، فأمور كانت تقوي فيه، وقد كان في السنة العاشرة من عمره، ميله الغريزي إلى طبقته وتثير فيه حقدا على الأفكار الحرة التي كان يجدها بادية لدى أمه.
قال بسمارك: «كنت لا أتناول من الطعام حتى الشبع ما لم أكن ضيفا في مكان ما، وما كنا نأكله من اللحم فمثل المطاط على الدوام، وكان علينا أن ننهض من الفراش في منتصف الساعة السادسة صباحا، وأن نكتب فيما بين الساعة السادسة والساعة السابعة، وكنا نضطهد بأشد ما يسوم وكلاء الضباط به الجنود، وما كنا نصاب به من الضربات في الأذرع حين المسايفة
2
فتبقى آثار رضه ظاهرة أياما بأسرها.»
ويود الولد أن يعود إلى كنيبهوف، ويبلغ الكمد
3
في ولهلمستراس غايته؛ فهي غامرة
4
غير عامرة، وى! لو شيدت المدرسة في مكان المباني العامة حيث يمر الملك أحيانا ما كان ذلك سيئا، ولكن كل شيء خارج أبواب المدينة ينطوي على غم وعزلة، «فإذا ما أبصرت من النافذة بقرا يثير الأرض فكرت في كنيبهوف وأنفي راغم.» وهكذا تراه يقضي أيام السنة ناظرا إلى العطل طامعا في قضائها بمنزله.
وما أشد المشاعر التي تزعزع الصبي عندما تكتب أمه فتقول: إنها راغبة في قضاء شهر يوليو في مكان ذي مياه، وإن على الأولاد أن يبقوا في برلين، ويحدث هذا صيفا بعد صيف، فتمضي سنوات من غير أن يقيض للأولاد فرصة رؤية البيت والحديقة والحقل والأنبار
نامعلوم صفحہ