مسألة في معنى ?ونقلب أفئدتهم? الآية
وكثيرا ماتسأل المجبرة عن قول الله عزوجل :?ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون? فهذا شبيه بما تقدم تفسيرنا إياه أنه إنما فعل ذلك لهم عقوبة لهم لما لم يؤمنوا به أول مرة.
وتأويل ذلك: أنهم لما عصوا باريهم ومولاهم فيما هداهم له ودلهم عليه تركهم في يديه ، وللعرب إذا دعى بعضهم على بعض قال: تركك الله من يديه ، معنى ذلك : من نعمته في الدنيا والآخرة فإذا تركهم من لطائفه وتوفيقه وخلاهم في ضلالهم يعمهون كالأعمى الذي يقلب طرفه فلا يبصر ولايدري كيف يتوجه فيصير قلبه مضطربا متقلبا وطرفه كذلك ويكون كالحيران فجاز أن يقال: إن ذلك عقوبة من الله له وينسب الى أنه الفاعل ذلك بهم كما قال: جل ذكره :?إنما نملي لهم ليزدادوا إثما? وقد قيل: إن معنى قوله :?ونقلب أفئدتهم وأبصارهم? في النار ?كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم? في الدنيا ?في طغيانهم يعمهون? وكلا التأويلين حسن جميل والحمد لله وحده.
صفحہ 60