معاني الهدى
فالهدى منه سبحانه له وجوه ومعاني بينة واضحة موصوفة في لغة القرآن وعند أهل الفصاحة والبيان ، التي ضل وهلك من جهلها من الناس ، لأنهم تأولوها بلكنتهم وخرجوها على قدر قلة حكمتهم ، فضلوا وأضلوا كثيرا منهم.
فأحد وجوه هداية الله سبحانه لعباده : ماابتدأهم به من الدلالة على ماأمر به ونهى ، وعلى مايسخط به ويرضى والتبيين لهم مافيه سعادتهم أوشقوتهم مما أنزل به الكتاب المبين, وجاء به الرسول الأمين صلى الله عليه وآله أجمعين ، ودل جل ذكره على أن هذه الهداية التي ابتدأ بها عباده دلالته وتبيينه لهم مراده قوله تعالى :?لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين? الىقوله :?إلا من بعد ماجاءتهم البينة? وقوله تعالى ذكره :?قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم? وقوله جل ذكره :?وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى? وقوله سبحانه :?وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا? وقوله عز وجل الذي بين فيه أكثر وجوه الهداية مما هو المنفرد بفعله ومما هو فعل العباد :?كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيئين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ومااختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ماجاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوالما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم? فهذه الهداية من الله هي هداية الدلالة والتبيين.
صفحہ 52