وقال سبحانه في سورة بني اسرائيل لخيرته من خلقه وصفيه من العالمين :?وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولاتبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا? وإذا حكم عزوجل مثل هذا الحكم لخيرته من خلقه عليه السلام فأعلمه أنه إن بذر حرج وأثم ، وأن من بذر أخ الشيطان كافر مثله ، فما يكون حال غيره إذا عصاه.
وقال في سورة المائدة مالايقع فيه تأويل لأحد من المسلمين :?فلا تخشوا الناس واخشون ? يعني بالناس اهل مكة ثم قال: ?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? وقال لليهود :?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون? وقال للنصارى :?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون? فدل في هؤلاء الآيات على أن الفسق والظلم كفر وخص المسلمين بأن جعل لهم اسم الكفر المصرح على عصيانهم.
قال : حدثنا بشر ، قال: حدثنا وكيع ، قال: حدثنا زكريا وسفيان عن جابر عن عامر قال:(نزلت الكافرون في المسلمين, والظالمون في اليهود ، والفاسقون في النصارى) ولم أرد بذكري هذا الحديث عن عامر إلا لأن من يخالف الله ويخالفنا عن عامر وأصحابه وأضرابه أحسن قبولا.
وقال جل ذكره في الروم :?من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون? فدل بأن كفرهم بعملهم الطالح الذي هو ضد العمل الصالح.
وقال سبحانه في سورة لقمان :?ومن كفر فلا يحزنك كفره الينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور? فأخبر أن كفرهم بأعمالهم.
وقال عزوجل في الظهار الذي هو حكم المسلمين ومافرض عليهم في ذلك بعد مافرض عليهم من العتق والصيام والصدقة :?وتلك حدود الله وللكافرين عذاب اليم? معنى ذلك : وللتاركين مافرضت عذاب أليم.
ومثل هذا في القرآن كثير لمن يتبعه ، فإنما ذكرت منه ماحضر ذكره مما فيه كفاية لمن نصح نفسه ولم يوطئها العشوة, ويغرها إن شاء الله.
صفحہ 34