ابن رائق :
صدق الله العظيم، ما هذا الذي وراءك؟! إني رأيتك مكبا عليه وسمعتك تودعه وداع الصديق للصديق، ما نبؤه ...؟
مزاحم :
عفوك يا أبت، رجل نازلني فلم أعرفه حتى تقاتلنا فقتلته. وميط اللثام، فإذا هو رجل من كرام مصر له علي عهد وذمة، ما أقبح الحرب يا أبت! تدفع الصديق إلى مقاتلة صديقه، والأخ إلى منازلة أخيه. أفلا يكون لها حد في هذه الدنيا؟
ابن رائق :
أما وحياتك عندي ما كنت لأسير جيشي إلى مصر لولا ما منى الإخشيد نفسه - وهو أخي القديم - أن يدخل الشام في حوزته كما أدخلها ابن طولون من قبل. أبى علي - وأنا من بيت فرغانة مثله - أن أكون عن مضطرب الخلافة بمنأى. ولقد دانيته إلى صلح فأبى، وكذلك نحن. ولئن كسرت طليعة جيشه اليوم وهزمت ميسرته غدا، فميمنته باقية، وإني لأخشى أن تدول دولته، أو تذهب دولتي، فيشمت بنا أبناء الخارجي عبد الله الشيعي، مدعي الخلافة في المغرب. (... أما إلى ابن رائق من سبيل؟ يا قوم خذوني إليه.)
ابن رائق :
ما هذا؟ (يدخل مبارك.)
مبارك :
مولاي، يريد أحد أسرانا أن يمثل بين يديك، وقد أبنا له استحالة ذلك، فلج كما ترى.
نامعلوم صفحہ