206

ظهر الهر

هاينر

مرة أخرى ومعه امرأة متوسطة العمر في رداء أبيض، وقف وسط القاعة وأشار إلى المرأة قائلا إنها زوجته، وإنها تشرف على الطعام. كانت قصيرة تتكلف الوقار. وفي حاجبيها المرسومين بدقة شيء من الاحمرار. وقال: إنه يتمنى لنا جميعا إقامة طيبة. وإن العشاء في السادسة مساء، والباب الخارجي يغلق في الثامنة، ومن شاء أن يتأخر يأخذ مفتاحا من لوحة المفاتيح.

شعرت بالامتلاء، فلم أنتظر الأطباق التالية، وصعدت إلى غرفتي ونمت حتى الخامسة، ثم هبطت في السادسة تماما. وجدت القاعة حاشدة بالآكلين والموائد بأطباق العشاء التي تتألف من شرائح الخبز والزبد والجبن و

الليبر فورست ، نقانق مسحوق الكبد. وشغل المائدة التي كانت خالية عند الغداء ستة أشخاص.

كان بينهم رجل يرتدي عوينات ملونة وتهبط سوالفه حتى منتصف وجنتيه، وله لحية قصيرة من طراز

كارل ماركس . وجلس بجوار فتاة رشيقة ذات شعر أسود ووجه شاحب وبشرة لبنية. وكان أمامه شاب آخر أسمر بعوينات قاتمة وطفل وامرأة ممتلئة، وتصورت الرجل البدين فنانا والفتاة عشيقته، وعندما قامت لتحضر شيئا وجدتها ترتدي رداء قصيرا للغاية ينتهي عند بداية فخذيها، بل وتعترضه فتحة جانبية.

اكتشفت بعد قليل أنهم مجموعتان منفصلتان. وتأكد الاكتشاف عندما ظهرت مشكلة اللغة بينهم؛ إذ أخرج الشاب قاموسا واستعان به في حديث متعثر مع البدين. وسمعت الأخير يسأله عما إذا كان يتكلم الإنجليزية. وقلت إنه لا بد مصري أو عربي على أكثر تقدير. وكان هذا آخر ما أبغيه كي لا أتورط في أحاديث تقليدية بلا معنى. لكنه تكشف عن مجري مع زوجته القصيرة والبدينة المرحة، وابنهما.

كان

هانز

نامعلوم صفحہ