مرسيدس . وظهرت الشمس فجأة فحزمت أمري.
تسللت خارجا وغادرت مبنى الوكالة دون معطف وكوفية وقبعة وقفاز ومظلة. الشمس! ولسعة برد خفيفة محببة. الأرض جافة تماما ولا أثر لبقعة مبتلة. لا خوف من الانزلاق والسقوط. لا ألم في الأذنين ولا سيولة مستمرة في الأنف.
قمت بجولة حول الوكالة شاعرا بأني خفيف والمارة جميعا بوجوه مشرقة مبتسمة. وقفت تحت أشعة الشمس لحظات ثم اتجهت إلى الفندق العتيد.
قطعت شارع
أونتر دين ليندن
حتى بوابة
براندنبرج . ظهرت بعض المقاعد فوق الرصيف الأوسط. وأخرج مقهى
دين ليندن
مقاعد الصيف مقلوبة فوق الموائد. مشيت حتى نهاية الشارع الذي خلا من المارة، ووقفت أتأمل الجياد المذهبة فوق البوابة والسفارة السوفييتية على الجانب الآخر من الطريق. وللحظة ساد سكون مطلق حطمته سيارة قادمة من الشارع المتقاطع.
عدت على مهل إلى الوكالة. أبرزت بطاقة هويتي للحارس الذي يعرفني جيدا فتأملها وتأملني فيما خلته غضبا أو حسدا. وخلت أنه أدرك ما فعلته من ترك للعمل. صعدت إلى مكتبي وجلست إلى طاولة التحرير. استعدت إحساسي بالشمس وتذكرت الأطفال الفلسطينيين.
نامعلوم صفحہ