وإن الخلق الطيب هو من أبرز معالم الدين، ولذا قرنه النبي ﷺ به فقال: «مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ» وحصر النبي ﷺ البر في حسن الخلق فقال: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ» (١)، ويتبين بذلك أن الخلق الحسن من بدهيات الدين القويم وأساسياته، ولم نفرد الحديث عن الخلق الطيب مع دخوله في الدين دخولًا أوليًا إلا لأن النبي ﷺ أفرده فقال: «مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ» . وذلك احتياطًا منه للنساء من الأنذال من الرجال الذين جبلوا على سوء الخلق وسيء الطباع، فيؤذون المرأة في نفسها بالضرب في الوجه وتقبيح صورتها ونحو ذلك مما يؤذي المرأة جدًا.
وأمر آخر في إفراد الخلق عن الدين هو أن مفهومًا سيئًا منتشرًا يقضي بأن صاحبَ الدين هو صاحبُ الخلق مباشرة دون سؤال عن خلقه، والحقيقة أنه لا تلازم بين الدين والخلق عند البعض من الناس في هذا الزمان، فكان لزامًا على كل ولي أن يسأل عن توفر الشرطين وهما
_________
(١) مسلم ٤٦٣٢،والترمذي ٢٣١١