بیروت روتی ہے رات کو

شوقی عبد الحکیم d. 1423 AH
43

بیروت روتی ہے رات کو

بيروت البكاء ليلا

اصناف

راح يقفز هنا وهناك محركا جذعه الأعلى في رشاقة حسده عليها بالفعل عامل المستشفى وبعض الجرحى والمرضى، بل والفتاة المواجهة التي تصورها العالية.

الجميع التقت عيونهم وحطت إلى حيث يقف معتليا سريره ووسادات رأسه وبذلته، كمن يخطب مدويا بلا صوت، سوى من حشرجات بدت مؤلمة لبعض الجرحى، وبخاصة الفتاة التي هبت منزعجة، كما لو كانت قد تخلصت من تأثير المورفين المخدر دفعة واحدة على صوته المدوي زاحفة بجذعها الأعلى بكامله، وهي تغطي منطقة أذنيها.

ولاحظ هو حركتها هذه، فأوصل درجة حشرجاته الصوتية إلى أقصى مداها، مستعينا بعظمية ورشاقة تكوينه الجسدي، وقدراته البلاغية المؤثرة التي يعرفها عنه الجميع.

لكن يمكن عدم الجزم الدقيق بما تناثر بالفعل من خطابه في مواجهة التومرجي نصف المقنع، الذي واجهه عبر نقالة العنبر البيضاء، التي خدشت دماء راكبيها بياضها الناصع النقي، فبدت متسقة بدورها مع كل من العنبر وجرحاه.

أقول: لا شيء محدد حول ما تناثر من كلمات المهاجر وهياجه إلى حد الخطابة، الدفاع عن النفس.

أنا لست جريحا، لا مكان لي هنا، طالما أني معافى، وفي مقدوري الكشف عن كل أعضائي؛

تساءل بعض الجرحى الذين ساءهم وضعه وهياجه على هذا النحو، دون مراعاة لراحتهم، إلا أن الفتاة شبيهة العالية صرخت من فورها بأعلى صوتها في وجوههم مشيرة إلى أذنيها لاطمة: أنا سمعاه، مفيش نقطة دم، سكر.

وواصل هو دفاعه عن وجوده، لكن ليس أبدا - وبالمرة - هنا مكاني ؛ حيث إني باحث متخصص.

راح يتوجع قليلا على سريره في مستوى أعلى من التومرجي الغاضب المندهش ونقالته: ليتني جريح أنزف!

استدار مستشهدا بالنزلاء: مثلكم جميعا، ليتني! لكنه شرف لا أدعيه، ليس في مقدوري.

نامعلوم صفحہ