بیروت روتی ہے رات کو

شوقی عبد الحکیم d. 1423 AH
38

بیروت روتی ہے رات کو

بيروت البكاء ليلا

اصناف

غمغم مطرقا كفا بكف: ارحم.

سعل بشدة واضحة، تصاعد إلى حد الدوي عبر ميكروفونات البث والتسجيل من مسموع لبصري، وكاد أن يبصق على أوراق زميله العدني الذي دفع إليه بسلة خلسة من تحت المنضدة.

تذكر من فوره وجه صول عمان الفحل، بلا عينين، وبصق في منديله مسلطا عينيه المحمرتين من فوره على الرئيس ومرءوسيه وزبانيته وباحثيه، وفتيات علاقاته العامة، دون أن يتخلى عن ألمه الواضح المرتسم على شفتيه ... منطقة ذقنه الدقيقة، هزت رأسه أسفا، إن لم تكن تشفيا.

أشار بذراعه بكامله عبر الشرفة المواجهة المطلة على البحر بلا صوت حين سمع انفجارا لسرب طائرات يخترق جدار الصوت.

واصل الرئيس دقاته بخنجر الورق عاليا في عصبية، وواصل هو سعاله دون أن يثير التفاتا يذكر، سوى من فتاة الجنوب التي تسللت فقاربته مقدمة له كوب شراب ليمون، شربه فرحا على دقات المنصة الرئاسية.

عبر الشرفة تبدت له رأس الملك الذبيحة، مواصلة اهتزازاتها، ودوي الانفجارات والأسلحة المطاردة يطغى صوتها على صوت تلميذة كارل كرون الفنلندية ومقاطيعها: لماذا أيها الرئيس؟

واصل اهتزازاته المنتظمة مسلطا عينيه في عيني الرئيس غير المكترث، الذي كان ساعتها منجذبا بفكره بكامله في أحبولات زوجته ومشاحناتها، رابطا بينها وبين الفنلندية فارعة الجسد.

وحين دوى الانفجار الذي لحق شرفات المبنى انبطح مرتاعا مع المنبطحين.

الفصل الحادى عشر

حين أفاق وجد نفسه في المستشفى، مع ستة عشر خبيرا وباحثا، وثلاث من فتيات العلاقات العامة، وتلك الصغيرة فتاة الجنوب، غمغم من فوره : الرئيس ونائبته.

نامعلوم صفحہ