بیان صریح
البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح
اصناف
وقال في الآيات البينات، وقال الجويني في تفسيره ما لفظه: والثاني أن الإمام في تفسيره ضعف الاستدلال بالآية؛ لأنه لو لم يثبت الوجوب العقلي لم يثبت الوجوب الشرعي، وهذا باطل فذاك باطل.
بيان الملازمة من وجوه:
أحدها: أنه إذا جاء صاحب الشرع وادعى كونه نبيا من عند الله وأظهر المعجز فهل يجب على المستمع استماع قوله والتأمل في معجزاته أولا يجب؟ فإن لم يجب فقد بطل القول بالنبوة، وإن وجب فإما أن يجب بالعقل أو بالشرع، فإن وجب بالعقل فقد ثبت الوجوب بالعقل، وإن وجب بالشرع فهو باطل؛ لأن ذلك الشرع إما أن يكون هو ذلك المدعي أو غيره، والأول باطل؛ لأنه يرجع حاصل ذلك الكلام إلى أن ذلك الرجل يقول الدليل على أنه يجب دليل قولي أنى أقول يجب قبول قولي وهذا اثبات الشيء بنفسه، وإن كان ذلك الشرع غيره كان الكلام فيه كما في الأول ولزم الدور، وإما التسلسل وهما محالان.
وثانيهما: أن الشرع إذا جاء وأوجب بعض الأفعال وحرم بعضها فلا معنى للإيجاب والتحريم إلا أن يقول: لو تركت كذا لعاقبتك أو فعلت كذا لعاقبتك.
فنقول: إما أن يجب عليه الاحتراز عن العقاب أولا يجب؟ فإن وجب عليه الاحتراز عن العقاب فإما أن يجب بالعقل أو بالسمع، فإن وجب بالعقل فهو المقصود، وإن وجب بالسمع لم يتقرر معنى الوجوب إلا بسبب ترتيب العقاب عليه، حينئذ يعود التقسيم ويلزم التسلسل وهو محال.
صفحہ 102