============================================================
وأما قوله تعالى : { ها آنتم آولاء} (1) فيحتمل أن يكون الاصل : آنتم هؤلاء، فاغتني بحرف التنبيه فقدم، وأن تكون (ها) التنبيه، ولا تكون المقرونة بالإشارة كما تقول : ها زيد قائم، ويكون هذا بمنزلة قوله سبحانه ها آنتم هؤلاء(2) والله أعلم.
قوله: (وما عرف بالألف واللام) (3).
اعلم آن الألف واللام توجد للعهد في شخص بعينه نحو: الرجل الذي جاءني أمس، وتكون للعهد في الحقيقة فتقول: الرجل خير من المرأة، لا تريد بذلك رجلا بعينه، بل تريد الحقيقة التي في الذهن الصالحة لكل شخص، ممن هو على هذه الحقيقة، وأما قولهم: النجم للثريا فهو من القسم الأول إلا أنه غلب على الثريا بعرف الإستعمال، كما غلب ابن مسعود وابن عباس وابن غمر على العبادلة، وكذلك ابن الصيق غلب على يزيد(4)، وهذا كله راجع لعرف الاستعمال، وآما الدبران (5) والثريا فهما بمنزله الشمس والقمر، وضعت لتقع عليهما وعلى كل ما هو من جنسهما إلا آنهما لما اتحدا، ولم يوجد من ذلك الجنس إلا واحد بعينه، وقع عليه وتعين: واما قولهم : العباس في اسم الرجل فلم يريدوا التسمية بمنزلة زيد وعمرو، وإنما آرادوا المتصف بالعبوسة حتى شهر بها، وغلب عليه لذلك (1) سورة آل عمران آية 119، واتظر توجيه الآية في معاني القرآن 231/1، 232 ، اعراب القرآن للنحاس 390/1 (2) سورة آل عمران آية 16.
(3) الجمل ص 27.
(4) الضيق هو: عمروبن خويلد الكلابي سمي الضعق لأنه اصابته صاعقة في الجاهلية انظر الاشتقاق ص 297 ، معجم الشعراء ص 91 اللسان والتاج " صعق" خرانة الأدب 206/1.
(5) في التاج 263/11 " دبر، والديران محركة، نجم بين الثريا والجوزاء ويقال له التابع والتويبع، وهو (منزل للقمر، سمي دبرانا لأنه يدبر الثريا . وانظر اللسان "دبره.
29
صفحہ 310