نَظَمْتُهَا فِي خَمْسَةِ الأيّامِ ... بِقُدْرَةِ المُهَيمِنِ العَلَّامِ (١).
وقد فاقت هذه الألفيةُ ألفيةَ العراقي، في الجمع والترتيب والتنسيق، لأنَّ العراقي ساير الأصل -مقدمة ابن الصلاح- ومعلوم أنَّ مقدمةَ ابن الصلاح لم ترتب على الوجه المطلوب (٢)، قال السيوطي:
فَائِقَةً ألفْيَّةَ العِراقِي ... فِي الجَمْعِ والإيجازِ واتِّسَاقِ (٣)
ولألفية السيوطي شروح عديدة، سيأتي ذكرها إن شاء اللَّه تعالى في المبحث الخامس، من هذا القسم.
وممن اختصر (المقدمة) أيضًا الإمام النووي ﵀ (ت ٦٧٦ هـ) في كتابه: "إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق" (٤)
والكتاب اختصر فيه المؤلف مقدمة ابن الصلاح، والتزم عبارته، ولم يضف شيئًا كثيرًا، إلا إضافات يسيرة وجيزة، وعلى الرغم من قلتها إلا أنها "هامةٌ ومفيدةٌ، واستدرك استدراكات على قلتها غاية في الجودة والإتقان" (٥).
_________
(١) ألفية السيوطي (ص ٢٨٩).
(٢) نزهة النظر (ص ١٧).
(٣) ألفية السيوطي (ص ٢).
(٤) حققه أخي في اللَّه، ورفيق الطب الأخ الشيخ/ عبد الباري فتح اللَّه الهندي، في رسالة ماجستير، بالجامعة الإسلامية بالمدينة، وقد نوقش.
(٥) الإرشاد محققًا (١/ ٤٩).
1 / 43