============================================================
بهبة الطائفة العلم الظاهر من غير وجود العلم الباطن. ولا يمكن حصول العلم الباطن إلا بالعلم الظاهر.
فالعلم النافع من علم الشريعة هو ما أوقع العبد في المعاملات. 3 والعلم النافع من علم الحقيقة - هو ما طهر العبد من المذمومات، وأوصله إلى المحمودات. وعلامة العلم النافع من الحقيقة هي ) سرعة الاصابة لطريق تحصيل المقصود. فإن من لم يذق طعم الحقيقة، في أول لأسقينا قلوبهم ذوقا وشوقا ورغبة ورهبة.
والرغبة والرهبة علامة الاستقامة. وبعد الاستقامة حصول الدخول من الشريعة إلى الحقيقة. فمن لم يصح نسب علمه، لم يصح نسب عمله. فقد 12 ورد في الخبر: "من أبطا (1) به عمله (2) لم يسرع به نسبه"(3) .
فالعلم - هو أول ركن(4) من العبودية، والعمل هو ) الركن الثاني، والإخلاص هو ) الركن الثالث، واليقين هو الركن 15 الرابع. ومن لم توجد له هذه الأركان الأربعة لم تصح عبوديته. وقد قال رسول الله، : "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله"، قال: كيف يستعمله؟
قال: "يوفقه للعمل الصالح قبل موته"(5). ولهذا جعل الله الدنيا مزرعة 18 (1) أبطأ، في الأصل: أبطى.
(2) عمله: مطموسة في الأصل.
(3) من بطا به عمله لم ينقعه سببهه، اتظر المعجم المفهرس ا:188، تحت: بطأ، ولسان العرب، طبعة صادر، ا: 434.
(4) ركن، في الأصل : الركن.
5) انظر المعجم المفهرس 3: 336، تحت: صلح.
صفحہ 105