244

البديع فی علم العربیہ

البديع في علم العربية

تحقیق کنندہ

د. فتحي أحمد علي الدين

ناشر

جامعة أم القرى

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٠ هـ

پبلشر کا مقام

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

اصناف

وهذه الضّمائر المتصّلة تترتّب فى الحذف. فأحسنها حذفا: فى الصّلة المحضة كقوله تعالى: أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (١) أى: بعثه، فإن كان الموصول ألفا ولا ما، لم يحسن الحذف، لو قلت: أهذا الباعث الله رسولا، لم يجز حتى تقول: الباعثه. الثّانى: حذفه فى الصّفة، كقولهم: النّاس رجلان رجل أكرمت ورجل أهنت، أى: أكرمته وأهتنه، ومنه قول جرير (٢): أبحت حمى تهامة بعد نجد ... وما شئ حميت بمستباح أى: حميته. الثّالث: حذفه فى الحال، كقولك: مررت بزيد يضرب عمرو، أى: يضربه، وهذا قريب من الثانى؛ لأنّ الحال كالصّفة. الراّبع: خبر المبتدأ كما سبق، وإنّما تأخّر، لأنّ الضمير إذا حذف من خبره، جاز للفعل أن يتسلّط عليه فينصبه، كقولك: زيدا ضربت. فإن كان العائد متّصلا بحرف الجر، لم يحذف إلا مع الظّروف، كقوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا * (٣) أى: فيه. وقد جعل بعضهم حذف الضمير من الفعل غير المتصرّف قسما آخر، نحو: زيد ما أحسن، أى: ما أحسنه، وجعل حذفه من الحرف قسما آخر نحو: كم يسرّك أنّ لك من درهم. وقد أجاز سيبويه فى الشّعر إعادة المظهر إلى المظهر إذا كان بلفظ

(١) - ٤١ / الفرقان. (٢) - انظر: ديوانه ٤٨. وهو من شواهد سيبويه ١/ ٨٧، ١٣٠، وانظر أيضا: التبصرة ٣٢٩ والمغنى ٥٠٣، ١٢، ٦٣٣ وشرح أبياته ١/ ٤٨ و٧/ ٨٣، ٨٥، ٣٢٦. وانظر: التبصرة فى الموضع السابق والهامش فى الموضع المذكور ففيه كلام يطول حول هذا البيت. (٣) - ٤٨، ١٢٣ / البقرة.

1 / 83