243

البديع فی علم العربیہ

البديع في علم العربية

ایڈیٹر

د. فتحي أحمد علي الدين

ناشر

جامعة أم القرى

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٠ هـ

پبلشر کا مقام

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

اصناف

ضعيفا، لم يتقدّم الحال عليه، وقد جاز تقدّمه ها هنا؛ حملا على الظّرف.
فمن المحذوف، قوله تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١) فمن رفع بالابتداء و" صبر وغفر"، صلته، و" إنّ" وما بعده الخبر، والعائد محذوف، تقديره: منه، وذلك إشارة إلى الصّبر والغفران، ومثله قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (٢) فى قول (٣)، ومنه قوله: وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤) وقوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٥) وهذا فى القرآن كثير.
وليس هذا الحذف عندهم غريبا؛ فإنّهم قد حذفوا الجملة بأسرها، نحو قوله تعالى: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ (٦) أى: فعدّتهنّ ثلاثة أشهر.

(١) - ٤٣ / الشورى.
(٢) - ٣٠ / الكهف.
(٣) - على القول بأنّ خبر" إنّ" الأولى قوله تعالى:" إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"؛ لأن المعنى: إنا لا نضيع أجرهم؛ لأنّهم ممّن أحسن عملا، وانظر: معانى القرآن للأخفش ٢/ ٣٩٦ ومشكل إعراب القرآن لمكى بن أبى طالب ٢/ ٤١.
(٤) - ٤٠، ٤١ / النازعات.
(٥) - ١٩ / آل عمران. والآية فى النسخة هكذا: ومن يكفر بآيات الله فإنّ الله شديد العقاب وليس فى القرآن الكريم آيه بهذا النّص، وفى سورة الأنفال آية نصهّا:" وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ" وهى الآية رقم ١٣ وفى سورة الحشر أيضا قوله تعالى:" وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ" وهى الآية رقم ٤، وهذه الآيات كلّها تصلح شاهدا على المسألة؛ لأن التقدير:
سريع الحساب له، وشديد العقاب له، ويجوز أن يكون التقدير: سريع حسابه، وشديد عقابه، والله أعلم.
(٦) - ٤ / الطلاق. وانظر ١/ ٩١ فسيتكلّم على الآية هناك.

1 / 82