وكان أبو عَمرو بنُ العلاءِ لا يعرِفُ مُقَبْقِبًا في العامِ الرابعِ، لا يعرِفُ إلاّ هذه الثلاثةَ، العامُ والقابلُ وقُباقِبٌ.
فإذا جمعتَ [العامَ] قُلتَ: ثلاثةُ أعوامٍ.
وإذا جمعتَ القابِلَ قُلتَ: القوابِلُ.
وإذا جمعتَ قُباقِب قُلتَ: القَباقِبُ، بفتحِ أَوَّلِهِ للجمعِ، كما تقولُ: عُذافِرٌ وعَذافِر في الجمع. وإن قلت: عذافير وقباقيب، فعوضت أيضا بالياء لذهاب ألف عذافير في الجمع لمَّا كانت ثالثةً. وعلى هذا التعويضِ تقولُ: مَضَتِ القباقِيبُ الثلاثةُ.
وهذا ما يُذْكَرُ من ليلِ الأَزْمنةِ ونهارِها وساعاتِها
قالوا في الليلِ (٢٣٦): خَرَجَ بَعْدَ عَشْوَةٍ من الليلِ، أي عِشاءً، وأَتانا (١٤ أ) بَعْدَ عشوةٍ، أي عَشِيًّا. والعِشاءُ: اختلاطُ الليلِ إلى أنْ يغيبَ الشَّفَقُ.
وقالوا: فَحْمَةُ العِشاءِ: آخِرُهُ.
وقالوا: المَلَثُ: بينَ العِشاءِ والعَتَمَةِ. وبَعْضُهُم يقولُ: المَلَسُ، بالسينِ (٢٣٧) .
وقالوا: مَلَثُ الظلامِ حيثُ تقولُ (٢٣٨): هذا الذِّئبُ أو أَخوكَ؟ والوَهْنُ بعد ذلك.
والرُّوبَة (٢٣٩)، لا تُهْمَزُ: الطائِفَةُ من الليلِ. والرُّؤْبَةُ، بالهمزِ، بينَ (٢٤٠) القومِ: الصُّلحُ بينَهُم، مِن قولكَ: رَأبْتُ الشَّعْبَ.
والسِعواءُ بعدَ الوَهْنِ. وفي عجزِ بيتٍ (٢٤١):
(وقد مالَ سِعْواءٌ من الليلِ أَعْوَجُ ...)
_________
(٢٣٦) ينظر: تهذيب الألفاظ ٢٤٢، الأزمنة والأمكنة ١ / ٣٢١، المخصص ٩ / ٤٤.
(٢٣٧) الإبدال ١ / ١٦٨.
(٢٣٨) في الأصل: يقول. وفي اللسان (ملث): وأتيته ملث الظلام وملس الظلام وعند ملثه، أي حين اختلط الظلام، ولم يشتد السواد جدًا حتى تقول: أخوك أم الذئب؟ وذلك عند صلاة المغرب وبعدها.
(٢٣٩) في الأصل: الربة. والصواب ما أثبتناه ينظر: اللسان والتاج (روب) .
(٢٤٠) في الأصل: من.
(٢٤١) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة ١ / ٣٢٥.
1 / 49