فقال فؤاد: لا عناء علي في هذا، ألا تحب أن أكون معكما؟
فصمت قوية حينا ثم قال مترددا: كيف تريد أن تذهب معنا لترى سلومة؟
فأجاب فؤاد: أليس أخاك؟
فقال حزينا: إنه أخي! ولست أعرف إلا أنه الذي رباني وأحبني وأكرمني، ولكنه سلومة الذي كان يرعب الناس جميعا.
كان يسبل حمايته علي وعلى أمي، ولكن الناس سيتحدثون عنك إذا ذهبت معنا.
وسكت لحظة كأنه ينتظر حكما.
فأجاب فؤاد: أعد لي ركوبتي في الصباح.
فلم يزد قوية على أن قال في صوت خافت: شكرا لك يا سيدي.
فلم يجب فؤاد وقد داخله من قول الفتى ما يشبه أن يكون حزنا، وفكر في حال هذين البائسين: قوية وأمه، إذ يقفان في حبهما مع الرجل الذي أجمع الناس كلهم على مقته.
وقضى صدرا من الليل في خيمة قوية مستمعا إلى حديثه وحديث أمه عن سلومة الذي أحباه، فلما عاد إلى داره كان يتطلع إلى الصباح حتى يرى ذلك الفاتك المروع الذي تجتمع عنده ميول شتى من المقت والمحبة معا.
نامعلوم صفحہ