فخفق قلبه وهو يجيب: الله يسلمك، ولا تنسي أن تسلمي على رحومة.
فقالت تعويضة: يصل يا سيدي، ولو علم أنك مبكر بالسفر لما تأخر عن وداعك.
فصاح قوية: هو مشغول بنومة الصباح.
فصاحت تعويضة: اسكت أنت أيها الخبيث، وترفق في سوق البغلة.
ومضى فؤاد وهو يسمع صوتها عذبا من ورائه: مع السلامة يا حاج فؤاد.
واستأنف قوية ثرثرته وغناءه، حتى هم فؤاد أن يصيح به يسأله أن يمسك، ولما اقترب من المحطة التفت إلى ورائه كأنه يريد أن يتزود بنظرة أخيرة من الريف العزيز.
وجاء القطار وصعد فؤاد بما حمل معه من حقائب وطرود، ومد قوية إليه يده مصافحا، وكان وجهه طلقا وعيناه تلمعان بشرا عندما قال: لي عندك رجاء يا سيدي فؤاد. - يسرني أن أجيبه.
فقال الفتى: تشرفني في ليلة كتابي.
فانفلتت من فؤاد صيحة: كتابك؟
فزادت بسمة الفتى اتساعا وهو يقول بصوت متهدج: نعم، كتابي على تعويضة.
نامعلوم صفحہ