میری زندگی کے صفحات (پہلا حصہ)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
اصناف
بعد شهر سافرنا إلى كفر طحلة لنحضر حفل زفاف زينب ابنة عمتي بهية، أول فرح أحضره في قريتنا ... زينب تكبرني في السن بقليل، قامتها من طول قامتي، بشرتها بلون بشرتي، تمسك القلم بين أصابعها وتكتب فوق الكراسة اسمها: زينب عبد الحليم سعداوي.
زينب كانت تحلم أن ترى نفسها أستاذة مثل خالها السيد بيه، خالها هو أبي، أبوها هو ابن عم أبي، يرتدي جلبابا طويلا باهت اللون، طاقيته فوق رأسه مخرمة، أصابع يديه مشققة، أظافره سوداء، ظفر الإبهام مكسورة بضربة فأس، يرى أبي قادما فينتفض واقفا، يناوله الكرسي ويجلس هو على الأرض.
لا يمكن أبدا حاكون زي أبويا، لازم اتعلم وأبقى أستاذة زي خالي البيه، والناس في كفرنا تشاور علي وتقول: دي الأستاذة زينب السعداوي.
دار عمتي بهية مثل كهف من الطين الأسود، في الصالة المظلمة جلست على الحصيرة فوق الأرض، البراغيث تلدغني، جمهرة من الفلاحين والفلاحات بالجلاليب السوداء تفوح منها رائحة التراب والعرق، مجموعة من البنات الصغيرة داخل الجلاليب المزركشة، تمسك كل واحدة منهن بذيل الأخرى، يرقصن ويغنين:
اتمختري يا حلوة يا زينة، يا وردة من جوة جنينة ... مبروك عليكي عريسك الخفة يا عروسة يا زينة الزفة مبروك عليكي ... يا عريس انظر حلوة جميلة وانت يا حلوة يا زينة الزفة مبروك عليكي.
من باب الزريبة رأيت البقرة واقفة مطرقة الرأس تمضغ التبن، تنظر إلي بعينين صامتتين مملوءتين بالحزن، زينب «العروسة» جالسة وسط البنات داخل جلبابها المزركش مطرقة الرأس، تمسح دموعها بكم جلبابها، تلتقي عيناها بطرف طرحتها السوداء، من تحت الابتسامات أرى الدموع الجافة في عيون النسوة، جالسة في الركن وسط النساء تسعل وتمسح عينيها بطرف طرحتها السوداء، من تحت الابتسامات أرى الدموع الجافة في عيون النسوة، جالسات واجمات، تتذكر كل منهن ليلة زفافها.
العريس هو ابن عمها، فارع الطول مثل رجال آل السعداوي، يمشي بين الرجال مزهوا بجلبابه الجديد، حوله الشباب والصبيان يدقون الطبول، يدبون على الأرض بكعوبهم، يرقصون، يلوحون بالعصي في الهواء، كالسيوف، يغنون:
خدناها من وسط الدار ...
وأبوها قاعد زعلان.
خدناها بالسيف الماضي ...
نامعلوم صفحہ