میری زندگی کے صفحات (پہلا حصہ)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
اصناف
أكانت قاهرة أخرى تلك التي رأيتها في طفولتي؟ كانت تبدو لي غير حقيقية، والناس بشرتهم شاحبة بيضاء كأنما من الطباشير، وخدود النساء شديدة الحمرة مثل خدود العرائس، الشفاه أيضا مدهونة بلون أحمر.
كانت القرية أقرب إلي، بيوتها صغيرة متلاصقة من الطين، طين حقيقي في متناول يدي، الشوارع أزقة صغيرة أرى بدايتها ونهايتها، والتراب فوقها حقيقي، وجوه الناس حقيقية، بشرة سمراء لوحتها الشمس، جلابيبهم من القطن تفوح منها رائحة البشر، عرق وتراب وجميز وذرة وفطير وقمح، ومياه النيل تروي الزرع، وأنا أجري مع الأطفال في الحقول، نقطع من فوق الشجر التين البرشومي، والبرتقال أبو صرة، نأكل الخيار والفول الحراتي، نملأ كفنا بمياه النيل ونشرب.
كان الماء في المدينة يخرج من صنبور حديد، وله طعم معدني، وكل شيء في المدينة حتى الخضروات والفاكهة كأنما هي صناعية غير حقيقية.
كنت طفلة لا أعرف شيئا عن القرية أو المدينة، لا أعرف أنهما رغم الاختلاف في كل شيء يتفقان في شيء واحد، شيء واحد أراه يطل من العيون، شيء لا أعرفه بالضبط، أحسه فوق جسدي قشعريرة، لقد ولدت أنثى في عالم لا يريد إلا الذكور.
هذه الحقيقة كانت تسري في جسدي مثل قشعريرة البرد، أو ربما هي قشعريرة أخرى، غامضة مثل الموت، كنت أمسك القلم وأكتب الحروف، أتركها تعبر عن نفسها دون فاصل بين الحرف والحقيقة، لكن الكلمات فوق الورق لم تكن أبدا هي الحقيقة ، صراع لم يكن ينتهي بيني وبين الكلمات، بدل أن تكون الحروف أداة اتصال تصبح عازلة بيني وبين الأشياء.
أحيانا كنت أكسر القلم، أمزق الورقة، أتوقف تماما عن الكتابة، سرعان ما أعود إليها كما تعود الطفلة إلى حضن الأم، الكتابة في حياتي مثل حضن الأم، مثل الحب يحدث بلا سبب، ومع ذلك لم أكف عن البحث في السبب، لماذا أكتب؟ لماذا قضيت عمري أكتب القصص والروايات؟ وربما كنت أريد شيئا، أن أرسم للعالم من حولي صورتي الحقيقية، تلك التي طمسوها بصورة أخرى، أن أجعل الطفلة الصامتة في أعماقي تنطق، لم أكن تعلمت النطق بعد، لكن جسدي كان قادرا على الإحساس بالقشعريرة، قادرا على إدراك الصمت في العيون، قادرا على رؤية الكلام في الحملقة من حولي، كنت أريد أن أمسك شيئا له نصل حاد شفرة المقص أو الموسى أو سن القلم، وأفتح بطن العريس مع أختي الصغرى.
كنت أمسك القلم وأدوس بالسن فوق الورق، أجعل أختي الصغرى تتكلم، أجعل أخواتي البنات ينطقن رغم إرادة الجميع، أجعل الطفلة في أعماقي تنطق من خلال شخصيات فوق الورق.
كنت طفلة تتطلع حولها في انبهار، ما الذي كان يبهرني في العالم من حولي منذ ولدت؟ كانت الدنيا تبدو في عيني مثل عالم سحري، غير حقيقي، وهناك عالم آخر حقيقي يتخفى وراءه، وعلي أن أبحث عنه.
وربما كانت حياتي كلها هي هذا البحث عن الحقيقي وراء غير الحقيقي، لم أكن أعرف وأنا طفلة من أين يأتي الخداع؟ أهما عيناي؟ أم أن الناس من حولي يصورون لي كل شيء على غير حقيقته، بما في ذلك نفسي؟
أتطلع إلى نفسي في المرآة، أحاول أن أرى نفسي على حقيقتها، لم أعرف وأنا طفلة من يخدعني ويرسم لي صورة غير الأصل.
نامعلوم صفحہ