ك وقامت بها القنا والنصول
ما الذي عنده تدار المنايا
كالذي عنده تدار الشمول
2
هذه سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة والسيف العربي الذي قارع الروم عشرين عاما لم يفل، والعزم الذي استكبر على الغير حقبة طويلة لم يضعف، ولكن سيف الدولة مريض، عرضت علة لجسده، وكبرت عن العلل روحه، وقد حاصر الروم طرسوس، واستغاث أهلها الأمير العليل، فلم يقعد به مرضه، ولا بعث للعدو قائدا غيره، بل ركب في الجيش المرزأ بالسيوف المفللة يجيب الصريخ، ويغيث أهل الثغور:
وغر الدمستق قول العدا
ة: إن عليا ثقيل وصب
وقد علمت خيله أنه
إذا هم - وهو عليل - ركب
وخاف الروم لقاء الأمير الذي عرفوه، وقتال الجيش الذي خبروه، فتركوا طرسوس وقفلوا إلى ديارهم، وانفرجت الغمة عن طرسوس وما يليها.
نامعلوم صفحہ