وكان يحتفي بالغرباء الوافدين عليه، ولا سيما العزب، وخاصة من انتمى منهم إلى بيت النبوة، كان يبذل لهم من ماله، ويوطئ لهم من كنفه، ويبلغ من إكرامهم وإجلالهم ما يملأ النفس عجبا!
3
وكان آل ربيعة من طيء أمراء على قبيل عظيم من العرب في أطراف الشام في عهد الدولة الأيوبية ودولة المماليك ... كان ملوك مصر يستنجدونهم في اللزبات، ويفوضون إليهم الرياسة على القبائل، ويبالغون في إكرامهم إذا وفدوا عليهم، وقد قدم منهم: فرج بن حية على المعز «أيبك»، فأنزله بدار الضيافة أياما، وأنفق على ضيافته وهداياه ستة وثلاثين ألف دينار! وكان من أمرائهم في القرن السابع والثامن آل مهنى بن عيسى، «وكلهم رؤساء أكابر، وسادات العرب ووجوهها، ولهم عند السلاطين حرمة كبيرة، وصيت عظيم، إلى رونق في بيوتهم ومنازلهم.
من تلق منهم تقل: لاقيت سيدهم
مثل النجوم التي يسري بها الساري»
2
4
قدم الأمير سيف الدين غدا بن هبة الله بن مهنى على السلطان محمد، فأكرم وفادته، وأنزله بقصر في «دهلى» يسمى «كشك لعل»؛ أي القصر الأحمر، وجزل له العطايا، وأكثر الهدايا، ثم زوجه أخته الأميرة فيروز.
وكان الرحالة ابن بطوطة إذ ذاك مقيما بدهلي في كنف هذا السلطان، فشهد العروس العظيم، وتولى بعض شئونه، ووصف زفاف الأمير سيف الله والأميرة فيروز. فانظر كيف وصف:
ولما أمر السلطان بتزويج أخته للأمير غدا، عين للقيام بشأن الوليمة ونفقاتها «الملك فتح الله »، وعينني لملازمة الأمير غدا، والكون معه في تلك الأيام، فأتى «الملك فتح الله» بالصيوانات، فظلل بها المشورين
نامعلوم صفحہ