ليتني اليوم على قبر خالد أبشره أن الزمان قد استدار، واستقلت الشام بأبنائها الأحرار!
فليصفق نهر العاصي طربا، وليزهر الديماس فرحا، فقد أقبل الربيع بربيع الحرية الناضر، وعهدها الزاهر:
يا دار هذا أوان السعد فاغتبطي
لا عادك النحس بعد السعد يا دار
وحماة المجاهدة، هل تبدل أنين نعيرها غناء، واستحالت دموعها في البساتين ماء؟! ما أجمل غناء النواعير في حماة اليوم!
قد مضى عهد البكاء، فليدم اللهم هذا الغناء! وكيف أبو الفداء في قبره اليوم؟
يا أبا الفداء، لقد طال الهجود، فقم وأضف إلى تاريخك هذا الفصل الجديد! •••
يا سوريتنا الجميلة الحبيبة، حيا الله فيك كل مدينة وقرية، ونضر كل دارة وبقعة، وحباك السعد مطردا مع الزمان، دائرا مع السنين.
ورحم الله كل مجاهد أمدك بحياته، وسقى ترابك بدمه، وثوى في الأرض كلمة باقية في سطور تاريخك الخالد.
ونضر الله وجوه المجاهدين الأحياء الذين صبروا وصابروا، وبسموا للخطوب السود في الظلام المكفهر، حتى تبلج الصباح:
نامعلوم صفحہ